يعتبر شهر رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن العادات الغذائية الخاطئة وإعادة تنشيط الجهاز الهضمي وخسارة بعض الكيلوغرامات الزائدة من الدهون لمن يعانون من الوزن الزائد. فؤائد صحية كثيرة نكتسبها خلال شهر الصوم، ولكن التحدّي هو في كيفية المحافظة على هذه الفوائد بعد انتهاء تلك الأيام.
مع ذلك، يقع الكثير من الناس بالأخطاء الغذائية مع حلول أيام عيد الفطر. لذلك، علينا أن نتدرج في عملية الإفطار لتعويد الجهاز الهضمي لاستعادة نشاطه المعتاد بشكل صحي وآمن. من الممارسات الغذائية غير الصحية التي تسجل في أيام عيد الفطر:
ـــ تناول كمية كبيرة من الطعام على الوجبة الواحدة.
ـــ تناول الحلويات بكثرة.
ـــ التوقف عن تناول وجبة الخضروات (السلطة، الفتوش، الشوربة) بشكل مفاجئ.
ـــ تناول كميات كبيرة من المشروبات الغنية بالكافيين (القهوة والشاي) التي تنقص من ماء الجسم.
ـــ عدم تنظيم الوجبات.
ـــ عدم شرب كمية كافية من الماء.
هذه النقاط التي تكاد تكون مشتركة بين الخارجين من شهر الصوم، تؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية غير سعيدة، ترتكز إلى ثلاث نقاط:
الشعور بالتخمة والتعب وقلة النشاط وذلك يعود إلى تناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير وعدم تقسيم الوجبات إلى ثلاث على الأقل.
عدم انتظام عمل الجهاز الهضمي، الأمعاء خصوصاً، وذلك بسبب تقليل كمية الألياف الموجودة في الخضار بشكل مفاجئ، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور عوارض الإمساك والنفخة والمغص والغازات.
ظهور عوارض الجفاف ومنها التعب والدوخة وآلام في الرأس وألم أسفل الظهر وعدم القدرة على التركيز وقلة النشاط. أما السبب المباشر للجفاف هو عدم شرب كميات كافية من الماء والاستعاضة عنه بالمشروبات الغنية بالكافيين والتي تعتبر مدرّة للبول وتسبب خسارة إضافية للمياه الموجودة في الجسم.
في هذا الإطار، قد تكون بعض الإراشادات أساسية لختام فترة الصوم واستقبال العيد بشكل صحي. فالقاعدة الأساس، هي التدرج في تناول الطعام من حيث النوعية والكمية والتوقيت، إذ يجب علينا تعويد المعدة على التوقيت الجديد للطعام والذي كانت قد نسيته ذاكرة جهازنا الهضمي خلال ثلاثين يوماً. وعليه، يفضّل عدم تناول الوجبات في أوقات عشوائية من النهار، بل الالتزام بوقت الفطور في الصباح الباكر والغداء في منتصف النهار والعشاء في أول وقت الليل.
ثمة نصيحة مهمة أيضاً تتعلق بالابتعاد عن تناول الوجبات الخفيفة (السناك) بين الوجبات الأساسية لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 أيام بعد فترة الصوم. والهدف من ذلك تعويد المعدة بشكل تدريجي على استقبال كميات الطعام المتكررة، إذ يجب أن تكون كمية الطعام متوازنة في ما يخص كلّ وجبة، فلا نأكل حتى التخمة، ولا نتناول كمية قليلة جداً للحفاظ على نشاط الجسم.
من صام بشكل صحيح، مع مراعاة التعليمات الغذائية الخاصة بالصوم، يسهم في تطبيق المعادلة الأولى التي تتعلق بتنشيط جهازه الهضمي والمساهمة في تجديد خلاياه وإزالة السموم منه. أما القاعدة الثانية، فهي القدرة على الحفاظ على هذه الفوائد. من هنا، علينا الاستمرار في تناول الخضار بشكل يومي نيئة أو مطبوخة، لتحسين عمل الأمعاء ومنع حدوث عوارض عسر الهضم. وهذا كلّه لا يكتمل من دون احتساب أهمية تناول المياه التي عادة ما ننساها بعد انقضاء فترة الصوم. يفترض أن يبقى في بالنا أن المياه تعمل على طرد السموم من الجسم وتنشيط الخلايا ومنع الجفاف وتنشيط العضلات وتسهيل الهضم. أما نوعية الطعام، فيجب دائماً أن تحتوي الوجبات على جميع المجموعات الغذائية والنشويات والبروتينات والدهون ومشتقات الحليب، مع مراعاة تناول الأصناف قليلة الدسم والتي تحتوي على الدهون المفيدة مثل الزيوت النباتية والمكسرات والنشويات السمراء المشتقة من الحبوب الكاملة واللحوم قليلة الدسم.
* اختصاصية تغذية