وسط منطقة مزنرة بالنار جواً (طائرات من دون طيار)، وبراً (تفخيخ المنازل)، ووسط نقطة مكشوفة أمنياً، خرجت مراسلة «فرانس 24» مايسة عواد (الصورة)، أمس لتدلي برسالتها المباشرة على الهواء من داخل منطقة «الرقة» السورية.... المحافطة التي تدور في رحاها اليوم معركة طاحنة بين «قوات سوريا الديمقراطية» (تحالف مقاتلين أكراد وعرب)، مدعومة مما يسمى «قوات التحالف» بقيادة الولايات المتحدة، وبين تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يتخذ من هذه المدينة معقلاً له.
الصحافية اللبنانية انتقلت الى العمل في الشبكة الفرنسية الناطقة بالعربية منذ سبع سنوات، وغطت أحداثاً خطرة في مناطق النزاع أكان في مالي (بين عاميّ 2013 و2014)، أو في مدينة «جاو» (النيجر) بين «القوات الأفريقية» وعناصر «التوحيد والجهاد»، وصولاً الى أوكرانيا. ومع فارق الظروف القاسية أكان المناخية منها كدرجات الحرارة العالية في أفريقيا أو المنخفضة جداً في أوكرانيا، أو الظروف اللوجستية، التي تلزم المراسل الصحافي بأخذ أقصى إحتياطاته الأمنية والجسدية، تواجدت الصحافية المجتهدة في هذه النقاط الساخنة. وها هي اليوم أول مراسلة تدخل مدينة «الرقة»، برفقة هذه القوات، وتسير بالكاميرا عبر جولات محدودة على نقاط هذه المعركة.
البارحة، عرضت «فرانس 24» تقريراً ثانياً (إعداد مايسة عواد - جايمس أوندري)، رصدت فيه عن قرب في أحد المباني التي تتمركز فيها «قوات سوريا الديمقراطية»، وتتم من خلالها عمليات القصف والقنص على عناصر «داعش». وإن كان الأمر مستعصياً للوصول اليهم، فإن هذه القوات تستعين بطائرات «التحالف»، كما شرحت عواد للمشاهدين من داخل هذه النقطة. كذلك، دخل فريق العمل مدرعة عسكرية برفقة أحد الأشخاص الذين يأتون بالمؤن الغذائية الى المقاتلين الأكراد.
هي مغامرة جديدة تختبرها اليوم المراسلة اللبنانية مع فريق عمل الشبكة الفرنسية، مغامرة محفوفة بالمخاطر. مخاطر إعتادت عليها عواد، لتقديم تغطية إخبارية وافية من عين الحدث، ولو كانت ضمن مساحة تشتعل ناراً ولهيباً كمعقل تنظيم «داعش».