بعد عامين على مانشيتها الشهير «زيادة تدّهور نوعية الهواء بعد اللجوء السوري، والتكلفة 151 مليون دولار سنوياً منذ 2011» الذي يربط ما بين التلوث والحرائق الحرجية وبين تزايد عدد اللاجئين السوريين، المسبب الرئيس - حسب الصحيفة- لتدهور الهواء في لبنان، طالعتنا اليوم، الصحيفة العريقة، بمانشيت جديد: «اللبنانيون يتناقصون... السوريون يتزايدون».
مانشيت رئيسي إحتلّ الصفحة الأولى من «النهار»، وأرفق بتصميم غرافيكيس يشرح عملية الولادات والوفيات والهجرة عند اللبنانيين، مقابل تزايد أعداد الولادات السورية وندرة الهجرة والوفيات في صفوف اللاجئين. مرة جديدة، تتفوق الصحيفة البيروتية على نفسها، من خلال العنونة الصادمة والمثيرة للخوف والمولّدة لخطاب الكراهية والصدام مع الآخر.
إفتتاحية فضّلت الصحيفة، أن تدرجها إلكترونياً مع باقي المواد المدفوعة سلفاً (خدمة 1$)، لإعطائها هذا البعد في الأهمية، ولتثير حشرية القارىء، تربط بين حالة عدم الإستقرار في لبنان، وبين الأزمة الخليجية الأخيرة، وقرع طبول الحرب في المنطقة، ولا توفر خطاب أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله الأخير، وإتهامه بأنه «يفرمل خطوات إبعاد لبنان عن حروب المنطقة والدول المحيطة». في مانشيت تزايد السوريين مقابل تناقص أعداد اللبنانيين، يلصق هذا الخطاب والى جانبه كلام النائب نواف الموسوي (حزب الله)، فيما يّذيل بكلام للمختصين من أهل الطب، الذين يرسمون صورة لبنان في العام 2040. صورة للبنانيين هرمين، مقابل لاجيئن سوريين شبان، إرتفاع هائل في أرقام ولادات اللاجئين، مقابل إنخفاض ذلك عند اللبنانيين، مع تزايد هجرة هؤلاء وإنخفاض عدد المقيمين منهم في لبنان.
مانشيت يدق ناقوس الخطر لما سيكون عليه لبنان بعد 23 عاماً، ويدعو اللبنانيين، لإمتهان سياسة الخوف والحذر، وربما، قرع طبول الحرب مع اللاجئين، لكن، مع «حرص» الصحيفة على تجنب الحرب. لا بد ومع كل هذه الأجواء التي تبثها أن تسهم في تأليب اللبنانيين على اللاجئين، من دون أن تقدم رؤية متوازنة تبتعد عن الإثارة والعنصرية، وتقترب من المهنية، والمقاربة العلمية.