الأعمال الرمضانية المطروحة هذا العام، راوحت بين عرض الجزء الثاني من الأعمال مثل «وين كنتي» (كتابة كلوديا مرشليان- إخراج سمير حبشي) على lbci، و«زوجتي أنا» (كتابة كريستين بطرس وإخراج إيلي السمعان ـ «الجديد») المقتبس عن عمل مكسيكي هو «امرأة في حياتي»، وبين أعمال مأخوذة أجواؤها من هنا وهناك، كمسلسل «بلحظة» (كتابة ندين جابر، وإخراج أسامة الحمد)، الذي يتكئ على قصص أجنبية مغترباً بذلك عن أي واقع لبناني، وبين سرقة مكشوفة كـ «كاراميل» (lbci) المأخوذ عن مسلسل روسي يحمل الاسم والحبكة نفسيهما، وبين اقتباس روائي، لم تكتمل عناصر نجاحه وقوته كـ «أدهم بيك» (كتابة طارق سويد - إخراج زهير قنوع ـ mtv) المأخوذ عن رواية «دعاء الكروان» لطه حسين.
ونصبح في نهاية المطاف مع مسلسل «لآخر نفس» (إخراج أسد فولادكار) الذي دخلت فيه الكاتبة والممثلة كارين رزق الله مجدداً هذا السباق، لكنها لم تحقق النجاح كما فعلت العام الماضي بـ «مش أنا» على lbci. صحيح أن العمل يقارب قضايا لبنانية حيوية، كحرمان المرأة اللبنانية من إعطاء الجنسية لأولادها، وحقوق الفلسطينيين الاجتماعية والإنسانية المهدورة في لبنان، والعلاقة خارج إطار الزواج، والوحدة وارتباط الرجل بامرأة تكبره سناً. لكنّ هذه القضايا أتت ضمن حبكة ضعيفة، وخفة في الأداء والحوار، هضمت حقها، وسياق معالجتها.
عقدة التصوير في القصور الفخمة، والاستفاقة
من النوم بـfull make up
ومع هذا الإخفاق الواضح في الدراما اللبنانية، التي اتكأت على الاقتباس والاستنساخ المشوّه، أو على ضعف في مقاربة الواقع اللبناني، مع عقدة التصوير في القصور والفيلات الفخمة، والاستفاقة من النوم بـfull make up، وطرح مواضيع من كوكب آخر، رسا المشهد النهائي هذا العام، على دراما تحتاج إلى نفضة سريعة تعيد ألقها الماضي، وتتكئ على استيلاد الأفكار، التي يضج فيها الواقع اللبناني، بعيداً عن أي تصنّع، ومجافاة له، وأقرب الى الناس وهمومهم.