«هي فوضى»، عنوان لفيلم لخالد يوسف، يرصد فيه إنتهاكات الشرطة المصرية، والفساد والكبت الجنسي هناك، يكاد ينطبق على ما وصلت اليه فوضى المواقع الإلكترونية والإخبارية. هذه المواقع إن لم تتسلَّ بالفضائح، تجهد لصناعتها.
منذ ساعات الصباح، وقصة الفيديو «المسرّب» الذي جمع بين الممثل رودني حداد وكارين رزق الله، و«قبلتهما الحميمة» كما وصفها هؤلاء، تجتاح المنصات الإجتماعية. عشرات المواقع أمطرت المتابعين وما زالت بهذا الخبر، وحوّلته الى خبر صحافة صفراء، تفتش في خصوصيات الناس، وتبدأ بتأليف القصص حولها، كشائعة طلاق رزق الله وفادي شربل، أو البدء بمعاملات الطلاق بين الثنائي، وتحليل «ستايل» حداد في مسلسل «لآخر نفس» وطريقة لباسه في الحياة العادية.
«فيديو حميم يجمع الممثلة كارين رزق الله برودني حداد!» (الجديد) «هذه هي حقيقة الفيديو الحميم المسرب لكارين رزق الله ورودني» (ليبانون فايلز)، «حداد حطّت تمّا عدينتو وبرم وجّو» (ليبانون 24)، «محبّو كارين يكشفون حقيقة قبلتها لرودني»، «فيديو فاضح يكشف علاقة كارين رزق الله برودني حداد»، «قبلة حميمة علناً» (ليبانون 24)... تلك عينة من عناوين هذه المواقع، التي حوّلت فيديو ــ على الأرجح أنه ضمن مشهد من الحلقة الأخيرة من «لآخر نفس»، يوم الأحد المقبل على mtv وقد سرّبه صنّاعه لمزيد من الإثارة ــ الى فضيحة، وإقحام للحياة الخاصة، وتشغيل المخيلة وإستثمارها في هذا «الدفق» الإلكتروني الخارج عن أي مهنية وأخلاقية. فيديو وعدت صاحبة العمل جمهورها بأن ينتظر هذه الحلقة ليبني على حقيقته، مع نفيها انفصالها عن زوجها. لكن ما زالت هذه المنصات وغيرها، تتسلى بقصة مخترعة، تبني عليها سلّماً من الإثارة، وتنتهك خصوصيات الناس، وكل ذلك،كرمى لجيوبها، ولإعلاناتها بالإستحصال على قدر كاف من الزوار!