تردّد على لسان أكثر من منتج سوري ما سمعوه في أروقة قناة mtv عن نية الأخيرة التوقف كلياً عن شراء الدراما السورية. على الرغم من أنّه ربّما ليس من حق أحد سوى المموّلين التدخل في خيارات «قناة المرّ» أو العتب عليها، أو التعاطي معها بمنطق ضرورة تحمّل ولو جزء صغير من الهم السوري، لأنّها كغيرها من القنوات الفضائية العربية التجارية، غير المعنية بقضايا العرب وكوارثهم، كونها منكبّة على رعاية مصالحها المالية أوّلاً، والسياسية ثانياً...
مع العلم بأنّه سبق لـ mtv أن كرّست مفهوم العنصرية تجاه السوريين في أكثر من مناسبة، لدرجة أنّها هاجمت مسلسلاً رفيع المستوى مثل «غداً نلتقي» (إياد أبو الشامات ورامي حنا) بحجة أنّ بطلة الحكاية تقول إنّها لا تحب سماع فيروز لأنّ صوتها يذكّرها بصباحاتها المسحوقة بالفقر!
على أيّ حال، قررت mtv إلغاء المادة السورية ضمن خطتها الجديدة، لكنّها لم تستبعد حتى الآن الضيوف السوريين عن استديواتها. رغم رفضها شراء مسلسل «سايكو» (تأليف أمل عرفة التي تشارك في البطولة وزهير قنوع، وإخراج كنان صيدناوي) بعد كل ما سمعه فريق العمل من إطراء من إدراة القناة لدى عرضه عليها، وجّهت «قناة المرّ» أخيراً دعوة إلى نجمة المسلسل ومؤلفته والشريكة في إنتاجه، لتحلّ ضيفة على أكثر من برنامج على شاشتها، من دون أن تفوز بموافقة النجمة السورية.
آخر هذه الدعوات كانت قبل أيّام للمشاركة في برنامج «حديث البلد» مع منى أبو حمزة (الخميس ــ 21:30)، ليأتي رد عرفة حاسماً بالرفض: «طالما أنّ القناة لا تريد تصدير الممثل السوري في مهنته الأساسية، لا يجوز أن تستضيفه في برامجها. وإن كان عيباً بالنسبة للقناة أن تشتري بضاعته الفنية، فكيف تُسمح له المشاركة في برامجها؟! هذا المبدأ لا ينسجم مع قناعاتي كونه تناقضاً صارخاً في سياسة المحطة أصلاً».
في اتصال مع «الأخبار»، قالت أمل (الصورة) إنّه «بالنسبة إلى مسلسل «سايكو»، وصلت إلى درجة ساهمت فيها بأجري ومبلغ كبير لإنجاز المسلسل، وهذه تجربة إنتاج لن تتكرّر. الوعود الكبيرة لم تتحقق والثقة المطلقة بالتسويق لم تكن في مكانها. وبما أنّ العمل السوري صار منبوذاً اليوم للأسف من قبل غالبية المحطات، فيجب أن نتعاطى مع تلك القنوات من منطلق المصلحة الجماعية وليس الفردية». وأضافت: «سواء سوِّق مسلسلي أو بقي في الدرج، لن يثنيني ذلك عن المثابرة لتقديم فن راقٍ اعتاده الجمهور منّي، خصوصاً أنني خضعت في هذا العمل لدورة ممثل عالية المستوى، ووضعت خلاصة تجربتي في الكتابة والتمثيل، وهو المهم بالنسبة لي».
إذاً، هي خطوة غير مسبوقة ودعوة حقيقية لإعادة ترتيب أوراق الممثل السوري. وكأنّ نجمة «خان الحرير» (نهاد سيريس، وهيثم حقي) تطلب من جميع زملائها من النجوم السوريين مقاطعة المحطات التي تعيث خراباً بصناعتهم ومصدر رزقهم. فلا بد من الوقوف بصلابة ومواجهتها بجوهر سياساتها الدرامية الجائرة التي تزيد الخناق على شريحة من الشعب السوري، باعتبار أنّ الدراما صناعة تساهم بفتح آلاف البيوت. لذا، لا بد من توحيد الكلمة من قِبل الممثلين السوريين والاعتذار عن عدم قبول دعوات تلك الفضائيات، وإن كانت تلك اللقاءات ترجع بنفع مالي على النجم بشخصه. لكّنها في الحقيقة تستثمر نجوميته التي حصدت من خلال دراما بلاده، وتدير الظهر كلياً للصناعة والمصلحة الجماعية للقائمين عليها والعاملين فيها.