انتشرت المهرجانات الفنية الصيفية في لبنان خلال السنوات الخمس الأخيرة بشكل هستيري، حتى كاد يصبح لكل حيّ مهرجانه الخاص. مع العلم أن هذه التظاهرة/ الظاهرة لا تؤمّن، بعكس المتوقّع، تنوّعاً يذكر، لا على مستوى الشكل ولا على مستوى المضمون ولا حتى الأسماء المشاركة في إحياء لياليها. الأسوأ من ذلك أن مهرجانات «النسخة ذاتها» هذه، تروّج بشكل أساسي للأغنية العربية الاستهلاكية الحديثة ولرموزها العرب واللبنانيين.
أضف إلى ذلك أنّها جرّت المهرجانات العريقة المحترمة، جزئياً، إلى خندقها التجاري، بدلاً من أن يحصل العكس! ولكي نكون دقيقين ومنصفين، نشير إلى أنه حصلت وتحصل استثناءات طفيفة (بعض الأسماء المرموقة في بحرٍ من نجوم الانحطاط المظلِم)، لكن ليس بالحجم الذي يمكن التعويل عليه للقول إن الوضع على ما يرام في نشر الثقافة الموسيقية المحترمة في المناطق اللبنانية (وبالأخص خارج العاصمة).
استناداً إلى هذه الصورة البانورامية للنشاط الموسيقي الترفيهي الصيفي، يمكن اعتبار مهرجان Oakenfest الذي تستضيفه قرية لحفد (قضاء جبيل) علامة فارقة، تقع على نقيض الجو العام الذي يفوح من خارطة المهرجانات القائمة حالياً. هذا ليس رأياً إيجابياً أو سلبياً بالنشاط الذي تنظمّه Synck (مجموعة من الشباب تهتم بتفاصيل المهرجان اللوجستية والفنية). هذا فقط توصيفٌ له من جهة، ومحاولة متواضعة لإعطائه الحد الأدنى من حقّه في التغضية مقابل تفشّي المهرجانات الأخرى وطغيان وجوهها على المشهد الإعلامي، من جهة أخرى.
ما هو إذاً هذا المهرجان؟ ما هي ميّزاته الشكلية والفنية؟ وإلى أي فئة من الناس يتوجّه؟
في البداية، نشير إلى أنها الدورة الرابعة من Oakenfest وأنه يقام على مدى ثلاثة أيام بين أشجار السنديان في أحراش لحفد (من هنا يأتي اسمه الذي يمكن ترجمته بـ«المهرجان السنديانيّ»). هكذا يتيح لشلل الأصدقاء، مقابل مبلغ أقل من رمزي، بنصب خيمهم بدءاً من بعد ظهر اليوم تحضيراً لبعض النشاطات الترفيهية لتمضية الليلة الأولى. اليوم الثاني هو بيت القصيد لناحية البرنامج الموسيقي الذي يبدأ قُرابة السادسة عصراً ويستمر حتى الفجر، على أن يُختتم النشاط الأحد بترويقة ثم بالتحضير للمغادرة.
إذاً، هو مهرجانٌ/ مخيّمٌ شبابيّ بامتياز، يميل بشكل واضح في برنامجه إلى الفرق الموسيقية المحلية التي تتخذ عموماً من التجارب الغربية الحديثة إطاراً للتعبير الفنيّ، الموسيقي (الآلاتي) أو الغنائي (بالإنكليزية أولاً وبالعربية استثنائياً). هذه السنة تشارك في السهرة الأساسية مساء السبت مجموعة من الفرق والأسماء التي تقدّم الراب والروك والفولك الغربي والموسيقى الإلكترونية وDJing، مثل «الرّاس» وآية متولّي وFlugen وKhoum وAlko B وزياد نوفل وليا لحّود وWanderland وKozo وStress Distress وSubliminal.

مهرجان Oakenfest بين 21 و23 الجاري، في «لحفد كانتري كلوب» (لحفد ــ قضاء جبيل). للاستعلام: 03/324202