لم تترك السعودية الصفعة الصاروخية، التي تلقتها قبل يومين بصاروخ باليستي طاول محافظة ينبع (تبعد ألف كيلومتر عن اليمن)، دون ردّ. فكعادتها، عادت غارات تحالف العدوان، التي انخفضت منذ مدة، بصورة انتقامية. ويوم أمس، شنّ طيران العدوان خمس غارات على العاصمة اليمنية صنعاء. ونقل عن مصدر محلي في أمانة العاصمة أن الغارات استهدفت منطقة صرف شمال شرق العاصمة، مخلفة أضراراً بالغة بمنازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
في المقابل، أعلنت القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمنية، أمس، استهداف زورق حربي لقوى «التحالف» في الساحل الغربي. وأوضح مصدر عكسري أن الاستهداف أدى إلى احتراق الزورق، الذي كان في «مهمة تشويش على الرادارات» التابعة للجيش و«اللجان الشعبية».
على الصعيد السياسي، وبعد انقطاع لمدة من الزمن، عاد مجلس النواب لعقد جلساته في صنعاء، وذلك للفترة الأولى من الدورة الثانية من دور الانعقاد السنوي الثاني عشر برئاسة رئيس المجلس يحيى علي الراعي. ورغم أن الجلسة غاب عنها عدد من النواب، سواء المقاطعون أو الذين لم يستطيعوا الحضور بسبب الحصار البري والبحري والجوي الذي يفرضه العدوان، أطلق مجلس النواب، «مبادرة سياسية وطنية لحل الأزمة القائمة».
النواب دعوا، في المبادرة، جميع الأطراف إلى «وقف الحرب وكافة الأعمال العسكرية، ورفع الحصار البري والبحري والجوي»، ودعوا «الأمم المتحدة إلى وضع آلية مناسبة لمراقبة سير العمل في المنافذ البرية والموانئ البحرية والمطارات الجوية كافة في أنحاء الجمهورية اليمنية دون استثناء، وذلك لضمان تحصيل إيراداتها إلى البنك المركزي اليمني بما يكفل مواجهة الالتزامات الحكومية من صرف مرتبات موظفي الدولة وتوفير المواد الغذائية والدوائية».

عاد مجلس النواب في صنعاء إلى عمله بعد مدة من التوقف

كذلك دعت المبادرة إلى «حوار بنّاء وشامل دون شروط مسبقة وبإشراف دولي، وصولاً إلى حل سياسي عادل يضمن تحقيق السلام والاستقرار... والوصول إلى شراكة وطنية وسياسية حقة».
ويوم أمس، أدان مجلس النواب «إقدام مرتزقة العدوان بحماية قوات الاحتلال، على إعدام أربعة أسرى من الجيش واللجان الشعبية في مديرية موزع» في تعز. وقال بيان للمجلس، إن «هذا العمل الإرهابيّ الإجرامي... يتنافى مع الشريعة الإسلامية وقواعد وأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الثالثة المتعلقة بحماية الأسرى».
وقال البيان أيضاً، إن العناصر الذين نفذوا الجريمة «ما كان لهم أن يتمادوا وينتشروا لولا حصولهم على دعم وتأييد من دول تحالف العدوان الذي استغل صمت المنظمات والهيئات الدولية».
بالتوازي مع ذلك، بدأ وفد رفيع من الأمم المتحدة أمس مهمة في البلاد، تأتي بعد يوم من زيارة مستمرة لمندوب من «اللجنة الدولية للصليب الأحمر». فبعد زيارة صباحاً لعدن، في الجنوب، وصل مديرو «منظمة الصحة العالمية»، تيدروس ادانوم غيبريزوس، و«برنامج الاغذية العالمي» ديفيد بيسلي، و«صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)»، أنطوني لايك، بعد ظهر أمس إلى صنعاء.
والتقى الوفد رئيس حكومة عدن، أحمد بن دغر، حيث تحدثوا عن «أخطار وباء الكوليرا الذي انتشر في محافظات البلاد»، ودور المنظمات الإنسانية في احتواء الوباء، علماً بأن بيان «الصحة العالمية» الأخير ذكر أن الكوليرا حصد أرواح 1864 حتى أمس.
في سياق متصل، وصلت إلى مطار عدن، أمس، أوّل طائرة روسية محمّلة مواد إغاثية، وعلى متنها 23 طناً من المواد الإغاثية، وتضمّ مواد مثل الدقيق والسكر وزيت الطبخ، إضافة إلى خيام لإيواء النازحين.
إلى ذلك، أصدر الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، قراراً بتعيين محافظ جديد لمحافظة البيضاء، وسط البلاد، خلفاً لآخر تتهمه واشنطن بدعم تنظيم «القاعدة»، وذلك بتعيين صالح أحمد علي الرصاص خلفاً لنايف القيسي، الذي كانت وزارة الخزانة الأميركية قد ضمته في أيار 2016، إلى لائحة العقوبات واتهمته بدعم «القاعدة».
(الأخبار)