شكّل اللقاء الذي جمع الوزير السابق أشرف ريفي مع رئيس وأعضاء بلدية طرابلس، أول من أمس الأحد، في مقر البلدية، استشعاراً مسبقاً من قبل المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي بانعكاس الشلل الذي تعاني منه بلدية عاصمة الشمال سلباً على شعبيته ووضعه السياسي في المدينة، قبل أشهر من موعد الانتخابات النيابية المرتقبة في ربيع العام المقبل.
فبعد مرور قرابة سنة وشهرين على الانتخابات البلدية في طرابلس، والتي فازت بها اللائحة المدعومة من ريفي و«المجتمع المدني» بـ16 مقعداً، مقابل فوز اللائحة المنافسة التي تشكلت من تحالف القوى السياسية الرئيسية في المدينة بـ8 مقاعد، شعر ريفي بأن البلدية أصبحت عبئاً عليه، وأن فشلها في تنفيذ المشاريع، وانتشال المدينة من الفوضى الغارقة فيها، وتردّي وضع الخدمات فيها، كلها نتائج يحمّلها الطرابلسيون لريفي قبل غيره، كون البلدية محسوبة عليه، وبعدما تبيّن أن التغيير المنشود كان مجرد سراب.

استنتج الأعضاء الحاضرون أن ريفي بات يشعر بأن البلدية عبء عليه

اللقاء الذي استمر قرابة ساعتين ونصف ساعة، هو الثاني الذي يعقده ريفي مع أعضاء المجلس البلدي في مقر البلدية، بعد لقاء أول جمعه بهم بعد الانتخابات لتهنئتهم بالفوز، وبعد لقاء موسّع عقد قبل فترة في منزل أحد الأعضاء للتداول بالمشاريع التي تنوي البلدية تنفيذها، ووضع خطة ورؤية واضحة لها لوضعها موضع التطبيق.
غير أن لقاء أول من أمس قوبل بمقاطعة واسعة، إذ لم يحضره سوى 12 عضواً من أصل 24؛ فقد غاب عنه سبعة من أعضاء لائحة التحالف السياسي، وأربعة من أعضاء لائحة ريفي نفسها، أحدهم بداعي السفر، والثلاثة الآخرون بسبب اعتكافهم، إثر اعتراضهم على أداء رئيس البلدية أحمد قمر الدين المحسوب على لائحتهم.
أعضاء في بلدية طرابلس كانوا حاضرين في اللقاء أوضحوا لـ«الأخبار» أن ريفي أوضح لهم أن «الوقت بات ضاغطاً علينا، والناس بدأت تحاسبنا، وإذا كنت لم أتدخل في عمل البلدية، ولن أتدخل، فإن المسؤولية تحتّم عليّ أن أقف إلى جانبكم، وتقديم المساعدة لكم قدر الإمكان، فأنا لست بعيداً عنكم».
وكاشف ريفي الأعضاء بأنه «عندما خضنا الانتخابات البلدية من منطلق إنمائي فقط نجحنا فيها، أما الانتخابات النيابية فإنها معركة سياسية وإنمائية معاً، ويمكننا خوضها سياسياً وربحها، لكن من الأفضل أن نخوضها سياسياً وإنمائياً لضمان فرص الفوز فيها بشكل أكبر». واقترح عقد لقاء شهري بينه وبين أعضاء البلدية لمناقشة القضايا والمواضيع العالقة ومحاولة معالجتها. كذلك طرح تشكيل فريق عمل مقرّب منه مكوّن من أعضاء البلدية ومن خارجها، لتقديم المشورة والمساعدة في هذا المضمار.

شكا الأعضاء الحاضرون من عدم قدرتهم على التواصل مع رئيس البلدية

وأوضح أعضاء شاركوا في اللقاء أن ريفي اقترح عليهم «التواصل مع الناس من أجل معرفة مشاكلهم عن قرب ومعالجتها»، فشكوا له أن «تواصلنا مع رئيس البلدية مقطوع، ولا نجتمع به إلا في الاجتماعات الرسمية، ولا يطلعنا على مشاريع البلدية وقراراتها، فكيف يمكننا التواصل مع الناس، وماذا سنقول لهم؟».
وأشار الأعضاء إلى أن اللقاء «كان فرصة للشكوى من ممارسات رئيس البلدية وعدم تعاونه مع الأعضاء، فأبدى الأخير استعداده أمام ريفي لمعالجة المشاكل المطروحة، لكن ما عجز عن معالجته في سنة وشهرين يدور شك كبير في معالجته خلال أيام أو في عدة أسابيع».
وكشف أعضاء البلدية أن «مشكلة البلدية مزدوجة: الأولى في رئيسها وعدم تواصله مع الأعضاء والمواطنين، وتفرّده في القرارات؛ والثانية في لجنة الهندسة التي أخذت على عاتقها تنفيذ مشاريع البلدية في المدينة (كالنفايات، والطرقات، والمخالفات وغيرها)، ثم تبيّن أنها غير قادرة على ذلك». وفي المحصّلة، استنتج الأعضاء الحاضرون أن «ريفي بات لديه إحساس بأن البلدية أصبحت عبئاً عليه، وأنها ترتدّ عليه خسارة في السياسة، وهو ما دعاه إلى عقد اللقاء لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان».