9 آب (أغسطس)، و9 سنوات على رحيل محمود درويش (1941 ــ 2008/ الصورة)! غياب فادح لشاعر متفرّد لطالما أهدانا تفّاح الجنّة، شجرةً شعرية، وراء أخرى. هكذا اختار يوماً صيفياً ملتهباً، كما لو أنّه تروموتر لشعره، كي يغيب. لكن لهيب قصائده لم ينطفئ، إنما ازداد حضوراً، في زمن احتضار الشعر، وهزائم البلاغة.
كان صاحب «لاعب النرد» قد أشار مرّة إلى أنّه حين اضطر إلى مغادرة بيروت نحو منفى آخر، احتفظ بكتابين فقط هما «ديوان المتنبي»، و«الأناشيد الكنعانية»، فهو سليل هذين الكتابين وحسب. لم يتردّد بالقول في وصف شعرية المتنبي «كل ما أردت أن أقوله قاله هو في نصف بيت: على قلقٍ كأن الريح تحتي»، ويضيف مؤكداً «لأنّ المتنبي أعظم شاعر في تاريخ اللغة العربية، وهو كما يبدو لي تلخيص لكل الشعر العربي الذي سبقه، و تأسيس لكل ما لحقه».
بعد إصداره كتاب «مراثي محمود درويش» الذي كان أشبه ما يكون بـ «أنطولوجيا للموتى» من أصدقائه مثل غسان كنفاني، وإدوارد سعيد، وإميل حبيبي، وآخرين، عكف الناشر الفلسطيني وصاحب «دار كنعان» سعيد البرغوثي على جمع كافة حوارات محمود درويش وتوثيقها في كتاب ضخم، على أن يُصدر في ذكرى رحيله، لكن أسباباً لوجستيه اضطرته إلى تأجيل المشروع إلى موعدٍ آخر، فهل سيصدر الكتاب في ذكراه العاشرة؟