الطريق إلى مشّان، في جرود جبيل، تشبه حالها: متواضعة ونائية يحيط بها الأخضر على الجانبين. في الشكل، لا توحي البلدة بقدرتها على استيعاب عشرات المشاركين في المخيم السنوي الذي تنظمه دائرة العمل التطوعي في وزارة الشؤون الاجتماعية. بيوتها قليلة، ومعظم أبنائها مهاجرون أو نازحون إلى بيروت، فيما معظم من يصبر على المعيشة فيها من كبار السن.
حُوِّل مبنى الحسينية إلى بيت ضيافة أقام فيه المشاركون الذكور أسبوعين. فيما جهّز منزل مهجور لإقامة المشاركات. بجوار الحسينية، تقع مقبرة البلدة. أثناء فترة المخيم، توفي أحد الأهالي. تعطّلت الأنشطة مؤقتاً، ووجد المشاركون والمشاركات أنفسهم جزءاً من العزاء. «المخيم تنموي وليس ترفيهياً»، بحسب المشاركة رنيم دياب، وهذه المشاركة جزء من برنامج العمل الذي يقوم على الاندماج في مجتمع البلدة والتعرف إلى المقيمين فيها ومشاركتهم في سهراتهم وأنشطتهم اليومية كتنظيف الشوارع وقطاف المواسم الزراعية. الأنشطة شملت أيضاً تنظيف مجرى العين في الساحة من الأعشاب والطحالب لإعادة تشغيلها وإقامة ورش عمل وتطوير مهارات وصفوف ترفيهية للأطفال.
إلى مشّان، تنادى شبان وشابات من عيترون والزهراني وبعلبك والهرمل وراشيا وصيدا (...) وطلاب من كليات العلوم الاجتماعية، من خلال دائرة العمل التطوعي ومراكز الخدمات الإنمائية التابعة للوزارة في المناطق. تحت شعار «الإنماء المتوازن والانصهار الوطني وإزالة الفوارق الاجتماعية والاستفادة من الطاقات البشرية»، توزعت مجموعات أخرى على المخيمات الثلاثة المماثلة في عين الذهب (عكار) وإبل السقي (مرجعيون) وشويت (عاليه). اعتادت إبل السقي استضافة المخيمات الشبابية. جلسة اليوغا إلزامية قبل الفطور الصباحي للمشاركين. في مبنى المدرسة الرسمية سابقاً، الذي تحوّل إلى مقر للبلدية وإدارات رسمية أخرى، استوطن المشاركون. دعم الوحدتين الهندية والإسبانية في اليونيفيل للمخيم، منحه ميزات إضافية. القسم الطبي في الوحدة الهندية نظم دورات تدريبية على الإسعافات الأولية. فيما نظم الإسبان سهرات فنية فولكلورية وأعدوا وجبات من مطبخ بلادهم.
مخيمات العمل التطوعي لهذا العام اقتصرت على أربعة فقط. الرقم يزيد وينقص بحسب الأوضاع الأمنية والإمكانات المادية المرصودة لهذا النشاط السنوي.