نتج تكدّس النفايات الطبية (بعد تكدس العوادم) عن رفض الشركة المشغّلة لمعمل معالجة النفايات في صيدا (أي بي سي) جمعها ونقلها إلى المعمل لمعالجتها من ضمن العوادم التي تنتج عن النفايات العضوية وغير العضوية.
خلال أزمة نفايات بيروت التي بدأت في تشرين الثاني 2015، استحدثت الجمعية مركزاً لمعالجة النفايات الطبية في صيدا وصلت كميتها في الأشهر الأخيرة إلى 500 طن، جمعتها من مستشفيات صيدا وجوارها. طوال تلك الفترة، كانت "أركنسيال" تعالج النفايات وتعقّمها وتكدسها في أكياس معقّمة بانتظار موافقة "أي بي سي" على نقلها إلى المعمل. لكن الأخيرة لم توافق. في جولتها على المعنيين بهدف التخلّص من نفاياتها، تبيّن للجمعية أن بلدية صيدا لا تملك إمكانية لوجيستية لذلك، فيما "أي بي سي" تعاني بدورها من تكدس للعوادم من جهة وترفض استخدام العوادم الطبية في أعمال البناء والردم على غرار العوادم غير العضوية لأنها تصدر رائحة كريهة، بحسب أوساط الشركة. علماً بأن الجمعية تقدمت باقتراح لحرقها وتوليد الطاقة منها أو استخراج المعادن منها كالحديد.

رسائل وبيانات

مقترَح الحلّ الذي قدّمته الجمعية "موجود في أدراج مجلس الوزراء ينتظر عند كل جلسة إضافته إلى جدول الأعمال" بحسب البيان الذي أصدرته الجمعية تعلن فيه التوقف عن جمع نفايات مستشفيات صيدا. في البيان، أوضحت "أركنسيال" أن الشركة المسؤولة عن معالجة النفايات في صيدا لا تقوم بجمع النفايات الطبية من مركزنا وتكدّس النفايات يعيق عملنا، ونحن طلبنا من وزارة البيئة والبلدية مساعدتنا في حل الأزمة المستمرة منذ أكثر من عام، وبعد الاتصال بكلّ الجهات المعنية من دون جدوى". في بيان آخر موجّه إلى إدارات المستشفيات، لفتت الجمعية إلى أنها "ستستمر في جمع النفايات الطبية الحاملة للعدوى التي تعالج منها من طن إلى اثنين في مركزها لمدة أسبوع إضافي (انتهى قبل أيام) كبادرة حسن نية بعد أن أظهرت البلدية حسن نية في حل المشكلة خلال تلك الفترة وحرصها على السلامة العامة". لكنّها طالبت المستشفيات بإجراء "فرز دقيق للنفايات خوفاً من انبعاث إشعاعات".

البحث عن مخرج

مدير مستشفى النقيب في الهلالية أوضح لـ "الأخبار" أن الجمعية لا تزال تجمع أنواعاً محدّدة من النفايات، فيما تتكدس النفايات الأخرى في المستشفيات. ولكن ما الحل؟
أكد السعودي لـ"الأخبار" أن البلدية تبحث عن مخرج لتصريف النفايات الطبيّة ومعالجتها. لكنه استغرب قيام الجمعية باتخاذ قرار التوقّف بالرغم من الاجتماعات التشاورية التي كانت تعقدها مع البلدية. المخرج يقوم على إيجاد شركة تعالج العوادم إما بالحرق لتوليد الطاقة أو إعادة تصنيعها كمعادن. خطوة "أركنسيال" استدعت تدخلات من رئيس الحكومة سعد الحريري والنائب بهية الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اتصل بالسعودي مستسفراً عن الحلول التي تبحث للخروج من الأزمة.




لا تزال الحلول معلقة لأزمة تصريف النفايات الطّبيّة الناتجة عن مستشفيات صيدا. جمعية "أركنسيال" التي توقفت عن جمع النفايات (ما عدا الناقلة لخطر العدوى) أواخر الشهر الماضي، تنتظر الحلول التي وعد بها رئيس بلدية صيدا محمد السعودي لتصريف النفايات المتكدسة في مركز الجمعية.