أعلنت مؤسسة «العمل للأمل»، قبل عشرة أيّام أنّ مسرحية «الفيل يا ملك الزمان..» (إخراج كريستيل خضر) التي تؤديها فرقة «العمل للأمل» المسرحية، لن تُقدّم ضمن برنامج الفنون العربية في «مهرجان إدنبرة الدولي للمسرح» المستمر حتى 28 آب (أغسطس) الحالي، كما كان مقرّراً.
وعزت الفرقة السبب إلى تأخّر سفارة المملكة المتحدة في بيروت في البتّ بطلبات الأعضاء للحصول على تأشيرات دخول إلى المملكة المتحدة، في مقابل رفض أخرى! لكن يبدو أنّ أعضاء هذه الفرقة المؤلفة من شباب وفتيات من اللاجئين السوريين تراوح أعمارهم بين 14 و25 عاماً، ليسوا الوحيدين الذين ستفوتهم المشاركة في الحدث المسرحي الأكبر في العالم. وأمام رفض ربع تأشيرات الدخول المطلوبة، اضطر القائمون على «مهرجان إدنبرة» إلى إلغاء عدد كبير من العروض وإعادة صياغة برنامج الفنون العربية. صحيفة «غارديان» البريطانية، خصّت هذه المشكلة أمس الخميس بمقال طويل حمل توقيع هانا إليس بيترسن. لفتت الأخيرة إلى أنّ الأعمال المُدرجة على قائمة العروض العربية اختيرت من قبل «لجنة مؤلفة من تسعة أشخاص يتمتعون بمكانة كبيرة في مجال الفنون، وهي تتنوّع بين الكتابة المسرحية من سوريا والعراق، والرقص المعاصر من مصر وفلسطين، ومسرح الأطفال من لبنان، فيما جرى العمل عليها خلال الـ 18 شهراً الماضية»، مشيرة إلى أنّ «فنانين من مصر وسوريا وفلسطين والسودان كانوا بين المتأثّرين سلباً بأزمة التأشيرات، بمن فيهم تقنيون وممثلون وراقصون». الكاتبة المسرحية المصرية سارة شعراوي، التي تعيش في غلاسكو منذ ست سنوات وتعمل منسقة «برنامج الفنون العربية»، قالت تعليقاً على ما جرى إنّها «تستغرب قلّة الرغبة لدى مصلحة الهجرة في السماح بالتبادل الثقافي، على الرغم من قانونية كلّ الأوراق المقدّمة. المعاناة المستمرة مع خدمات اللجوء كلّفت الفنانين أكثر من 7 آلاف دولار أميركي حتى الآن». وتابعت قائلة: «لم نكن نعتقد أنّ الأمر سيكون بهذا السوء. إنّه كابوس مستمرّ يكلّف الكثير من المال، والوقت، والجهد، والطاقة... لا أعتقد أنّ الناس يدركون مدى صعوبة تمكّن الفنانين العرب من تقديم أعمالهم هنا...».
في الوقت الذي أُلغيت فيه عروض عربية عدّة، عمد قائمون على أخرى إلى إجراء تغييرات جذرية فيها، كما حدث مع الراقصة السودانية المقيمة في القاهرة نغم صلاح، والراقص الفلسطيني حمزة دمرا، اللذين استعانا براقصة مصرية كانت تقدّم عرضاً في ليفربول، بعد حجب الفيزا عن صلاح مرّتين. وخلال الأيام الماضية، خلقت مصمّمة الرقص المصرية شيماء سكري والراقص محمود الحدّاد عرضاً راقصاً جديداً تماماً يضم فيديو للعرض الكامل الأساسي. «على مدى ثلاث سنوات، بذلنا مجهوداً كبيراً على هذا المشروع، وعندما رفضت السفارة البريطانية منح نغم التأشيرة لمرّتين متتاليين، صُدمنا كثيراً لأنّنا سافرنا إلى بلدان أوروبية عدّة وعرضناه»، قالت سكري.
مسرحية «جوغينغ» للبنانية حنان الحاج علي، نالت نصيبها أيضاً. صحيح أنّها عُرضت أوّل من أمس، لكنّها تضرّرت بسبب حرمان أحد التقنيين السوريين المقيمين في بيروت العاملين فيها من الفيزا، في الوقت الذي طال الموضوع أيضاً عازفاً في مسرحية الأطفال الفلسطينية «ابتسامة جنان».