امرأةٌ سقطت من علبة سجائر
صدركِ لم يعد مثل حبة الليمون
فعاقبتكِ حمالاتُ الصدرِ بالعلاماتِ الحمراءِ على كتفيكِ
يجرِّدُكِ زوجكِ من أحلامكِ ليلاً
ويَدُسّ لِنفوركِ
- من رائحةِ فمِهِ الكريهةِ -
أقراصَ المنوِّم في عصير البرتقال
لم تعد تحتلُّ مزيلات الشعر حيزاً من أوقات استحمامك
تقنعين عقلكِ الباطن أنكِ بخير
عندما تضعين يدكِ علي عينيكِ
لتواري عنها دوالي ساقيكِ
تتآمر عليكِ هرمونات حبوبِ منعِ الحملِ لتصيبكِ بالسمنة
ويترككِ «الكاتافست» فريسةً لآلام العادةِ الشهرية
شعركِ غير قادرٍ على التمسك بكِ للنهاية
حتى بعد أن وهبتِ جزءاً منه لنهر النيل
تفكرين بالخيانة
فتخذلكِ المرآة عندما تنظرين إليها
فقد كرمشت وجهكِ الهموم/ الغدد اللبنية عندما امتصت رحيقكِ/ استغلال أبنائك لهرمون الأوكسيتوسين لتشتري لهم لعباً جديدة/ نهيق زوجكِ لتأخركِ في إعداد الغداء/ تحرشات الذكور في المترو

والدم الذي ينزل في الحوض عندما تفرشين أسنانكِ جراء انهزام اللثة أمام الوقت
صديقاتك تلتهمهن الرتابةُ
وآخر صيحات الموضة وأطباق الطعام
وطرق إطالة الشعر وتربية الأظافر
يربي أزواجهن كروشاً
تُعيق أقراص الفياجرا عن إتمام وظيفتها
تُدخِّنُكِ الأيامُ
فيَتليَّف قلبكِ في الخمسين
وتموتين في الستين على الأكثر
ستموتين وحدكِ
تماماً كما أنتِ الآن!

أسئلة مشروعة

من هم أعدائي يا الله؟
هل هي العصافير حين تقف على حبل الغسيل
وتغرد بصوت عال وأنا لم أغمض عيني بعد؟
أم صاحب الدكان الذي يضع التمائم في ماء ملون
ليبيعها للبائسات
كي يلدن الولد الذي سوف يسبُّ الحياة يوماً ما؟
هل هم الجنرالات الرأسماليون الذين يدفعوننا عنوة لارتداء زي عسكري لنحارب الخفافيش في الصحراء؟
أم الموظفون الذين أهدتهم الحكومة مكاتب خشبية لجمع الإتاوات
وأهداهم الله قلوباً بيروقراطيةً بالفطرة
أم الفتاة التي ابتسمت عندما
وضعت وردةً على الشكل المخروطي لقنبلة نووية في كتابها المدرسي
فتطابقا تماماً
واعتقدت أن الطائرات الحربية تحمل سلة ورود على أجنحتها
ولم تعلم أنها تحمل الوداع
إلا عندما لوحت صديقتها لها بذراعها المبتور
بعد أن أهدت إحدى الطائرات وردةً لمنزلهم!

بطلة العالم

أمي التي تطارد
سيارات بيع منتجات الجيش
بنت هرماً من أكياس السكر
على سطح منزلنا
وصعدت عليه
كي تخبر الله عمّا فعله الجنرال
حين تبكي
تبكي السماء معها
فتحاصرها فوبيا المرتفعات
وتسقط من على السرير

يطاردها جنود الأمن المركزي في أحلامها
حين يبني خيالها مدناً
بلا أحزاب حاكمة أو معارضة
يجد فيها المشردون غرفاً شاغرةً في القصور الرئاسية
مدناً مكتوباً على أبوابها
أحبوا الله ولا تخافوه
ويكون جنرالاتها عمّالاً في دور السينما والمصانع
والمزارع
تفتح فيها الكليات العسكرية فصولاً مجانيةً
لمحو الأمية
ولا تلتفت كاميرات المراقبة إلى فتى
يلتقط صورة «سيلفي»
و هو يُقَبِّلُ حبيبتهُ بجوار سورِ ثكنةٍ للجيش
يراه الجنودُ فيلقي التحية
دون أن يُصَوَّبَ في وجههِ... بندقية

فتاة لم تبصر الحقيقة

العالم ينهار يا حبيبتي
وما زلتِ تفكرين في العريس الذي سيضاجعك كبقرة
تركبين معه الطائرة إلى إحدى الدول
_ التي ستكون وجبةً دسمةً على مائدة الحرب قريباً _
تفكرين في الفستان الأبيض
الذي سيصير أسود يليق بالحداد
لا تهتمي بلون حائط غرفة النوم
فستصبح باهتة كروحك
لن تكون آخر مرة يدوس بقدمه على قلبك
_ وأنتما ترقصان التانجو _
فتتألمين
ستسقط دموعكِ في طبقِهِ
وأنتِ تضعين الغداء
فيُحطّمهٰ على رأسكِ
أُقسِمُ لكِ
ستكملين بكاءكِ في البانيو
بعد نزوله للمقهى ليلاً
صدقيني لقد تغيرت الدنيا
هجر أسودُ قصر النيل مكانهم
ووقفت بدلاً عنهم
أحكي للعابرين قصتنا
سأظل معلقاً من خيطي الواهي
بين الأرض والسماء
فاقطعي هذا الخيط من فضلكِ
لأسقط فيكِ

أخبّئكِ بداخلي من العالم

نعم يا غبية
أغار عليكِ!

سألوّح للطائرات الحربية
- التي تعجّ بها سماؤنا -
كي تقصف بيوت معجبيكِ واحداً واحداً
يسعدني أن أرى مخروط الانفجار النووي
في مدينتنا
إذا أجمع كل من يرونكِ أنكِ جميلة
سأحرق محصول الفلاح
الذي يشتري منه بائع خضرواتٍ؛
ويغازلكِ في الذهاب والإياب
كي يتسول قوت يومه
سأقطع كل أسلاك الكهرباء
وأبترُ ساق محصل الفواتير
إذا مرّ قرب شارعكِ
الذي يستغل فتحكِ الباب له
ليتحسس صدركِ بعينيه
أقسم أني سأجعله يسرّح أبناءه
ليبيعوا المناديل في إشارات المرور
سأقطع كابلات الاتصالات والإنترنت
كي لا يصل إليكِ أحدٌ غيري
أو يتودد لك تافه على الفيسبوك
وأعكّر مزاج محبيكِ
عندما أضع صورتكِ على علب السجائر
في الأسواق
كمريضةٍ بسرطان الرئة
سأخبر كل من أصادفهُ
أنني قابلت والدكِ
واتفقنا على طباعة كارت الزفاف
على جدران كل البيوت
ليشعر كل عشاقكِ بالإحباط
وتكسف الشمس في وجوههم كل صباح
نعم أغار عليكِ
أريد فقط
أن أخبّئكِ بداخلي
من العالم

محاولة لتفكيك مكعبات القيامة

هل يستطيع الشيطان
أن يقنع الملائكة كأصدقاءٍ قدامى
أن يؤخِّروا نهاية العالم لعشرِ دقائق أخرى
كي أستطيع صنع حلوى كافيةً
يوزِّعها بائع العسلية مجاناً على الأطفال
سأطحن الكثير من أقراص «الزانكس»
لتضمن لهم نوماً عميقاً
إنهم غلابةٌ يا رب
نوافذهم لم تطل يوماً على الحدائقِ أو الحقولِ الخضراء
بل على مقابرٍ جماعيةٍ
هجرت العصافيرُ سماءَها
وصنعت الطائراتُ الحربيةُ أعشاشاً لها فوق السحاب
لتوفر مناخاً دافئاً تنمو فيه قنابلها الصغيرة
استسمحك يا الله
أن توفر لهم الكثير من الدباديب القطنية والمصاصاتِ والأحصنةِ الخشبية
ليمتطوها ويبتعدوا مسرعين عن تفاصيل النهاية
يا رب
عاقب الكبارَ كما تشاء
فهم أولادُ كلابٍ جميعاً
وعندما ترى طفلاً تركته أمُّهُ لتنجو بنفسها
أرسل له ملاكاً ليجلس بين جناحيه
هدِّئْ من روعِهِ
واعطهِ كتكوتاً ليلهو به
هكذا فقط يا أصدقائي
نستطيع تفكيكَ مكعباتِ القيامة

تفاصيل هامة للحبيبة

أريدها ارستقراطية مثلي
تجيد إقامة علاقات صداقة جديدة مع أرصفة الشوارع
ولا تنزعج من خلو جيبي الدائم من الحلوى
تضع يدها على صدري كل يوم
ليلتئم قلبي
تستخدم الورود كرقع لثقوب فستانها الذي نسجت خيوطه العصافير
تكفيها ابتسامتي في عيد الحب وقصيدة باسمها
تصنع سلة مهملات لذكرياتي السيئة
وتزورها الملائكة خلسةً في المساء لتهبهم الدفء
أكتب سراً عن قطتها وأصدقائها الذين أكرههم جميعاً
وأتخيل أننا ذهبنا إلى السينما سوياً
وأمسكت يدها
ثم فتحنا باب العالم
وغادرناه بلا رجعة
حينها فقط
أستطيع أن أقنع نفسي بأن القادم أفضل

وجبةٌ دسمةٌ لتمساحٍ جائع

كيف تستطيعين استيعاب كوكبٍ بأكمله داخلكِ؟
رغم أنّ ذراعيكِ الصغيرين لا يتسعان لضم قطتكِ السمينة
كيف يتحول جسدي الضخمُ بين يديكِ
لغصن شجرةٍ يتكسر حين تضمّينه
تستطيعين الآن عمل إحصائيةٍ مفصلةٍ عن عدد الشاماتِ في جسدي
حتى مقاسات ملابسي الداخلية
ونسائي المفضلات
لا بدّ أن تموتي الليلة!
أعِدُكِ أن أحارب الشياطين
التي تعكرُ صفو أحلامكِ
وأقف بسلاحي الكلاشنكوف بجوار سريركِ
وأنتِ نائمةٌ كجثةٍ
ولأني لا أمتلكُ ثمن سرادق العزاء
جهزت حمض الكبريتيك المركز في البانيو كي يتلاشى جسدُكِ تماماً
أو ربما أقدمُكِ كوجبةٍ دسمةٍ لتمساحٍ جائع
فثمنُ مترِ المقبرة أصبح باهظاً جداً
ومقابرُ الصدقةِ امتلأتْ بضحايا العنفِ الأسريّ وأولادِ الخطيئة
أعدُكِ بأن اشتري برصيدكِ في البنكِ
كل ما تأتي به بائعة اللبن
لأسقي به القططَ
الصغيرة في الشوارع
وأتبرّع بفصوص كبدكِ لمريضٍ
يقتلهُ الماضي كل ليلةٍ في البار
سأطلبُ من الرياحِ أن تحملَ رماد جثتَكِ
وتبدره في الحقول
فتُنبتُ الأرضُ من رفاتكِ شجرة
وتكونين برتقالة
تقشِّرُ نفسها طواعيةً للمُزارع
وتتفتّح فصوصها لهُ كوردةٍ في الصباح
من فضلكِ
لا تموتي الآن
هزمتني الذكرياتُ
وخذلتني كل المدنِ التي رسمتها على جدران غرفتي
أرهقتني الخسارةُ
فقط ضميني إلى صدرك
لأبكي!
* شاعر مصري