منذ انطلاقة شرارة معركة «فجر الجرود»، مع حضور رئيس الجمهورية ميشال عون في الساعات الصباح الأولى في غرفة عمليات الجيش، وتواصله مع العناصر المقاتلة هناك على الجبهة، كان واضحاً أنّ مساراً آخر يرسمه رئيس البلاد، في مواكبته لمعركة مصيرية وقاسية يخوضها الجيش اللبناني في جرود القاع ورأس بعلبك.
الصورة/ النموذج التي حرص على إظهارها عون في غرفة العمليات العسكرية، منتظراً من هناك بشائر النصر من العسكريين، استكملها أمس، مع زيارته لجرحى الجيش في المستشفى. ونقلت المواقع الإلكترونية والتقارير المتلفزة، وقائع هذه الزيارة، بالإضافة الى مجموعة صور ثابتة لعون برفقة الجرحى. صور لاقت ترحيباً عالياً على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعيد لقب «#بي_الكل»، الذي رافق الرئيس في بداية عهده، الى الواجهة. صور مؤثرة وعاطفية، غاب عنها التسويق الدعائي، فاكتفى موقع الرئاسة على تويتر بتدوين الجملة الآتية:
«الرئيس عون تفقد جرحى الجيش، وتمنى لهم الشفاء العاجل، محيياً تضحياتهم مع رفاقهم في سبيل تحرير الجرود من الإرهابيين»، فيما تداول الناشطون صور الزيارة مثمّنين موقف الرئيس القوي، والحاضن لجميع أبنائه.
في الشريط القصير الذي وّثق لهذه الزيارة، في قسم العناية الفائقة، بدا عون قريباً من الناس، تحدث بعفوية ومن دون تكلّف وبمزاح في بعض الأحيان، مع الجرحى سائلاً عن أحوالهم وواعداً إياهم بأنه سيؤّمن جميع السبل الملائمة، ليسيروا على طريق الشفاء. دردش مع اهالي الجرحى، وظهر عليه الخجل عندما خاطبه والد أحد عناصر الجيش هناك، بالقول إنّه «شفي الآن من السكري بعد رؤيته لعون». وبغض النظر عن عفوية الاحاديث، فإن هذه الصور تركت إنطباعاً جامعاً، يوحي بالثقة وبقوة العهد الحالي، في مواكبة المعارك الميدانية وأيضاً في الوقوف على أحوال الناس.