أعطاني كتاب «زمن زياد ــ قديش كان في ناس» (1) قائلاً، بشيء من الجديّة والتأثّر: «كتير حلو هالكتاب». ثمّ سافر.نظرتُ إلى الغلاف، لوحةٌ لوجه زياد الرحباني يطغى عليها اللون الأسود. ذكَّرَتني للوهلة الأولى بالصورة النيغاتيف. «دار الفارابي». أعرفها جيداً. دارٌ حاضرةٌ في بيتنا وحياتي. قرأتُ العنوان، «زمن زياد»، وتحته بخطٍّ أصغر «قديش كان في ناس». دنددنتُ لا شعورياً الأغنية، وهي من الأغاني التي كنتُ، حينما أسمعها وأنا بنتٌ صغيرة، أبكي بكاءً حقيقياً.

لماذا كنتُ أبكي وأنا أسمع تلك الأغنية؟ فكّرت. ألأنّها ترسم مشهدَ امرأةٍ تنتظرُ، وحيدةً، أحداً لن يأتي؟ هل كان الغيابُ واستحالةُ اللقاء يشغلانني منذ ذلك الزمنِ المُبكر؟ ربّما. لكنّني تركتُ الكتابَ في المكان الذي كان فيه. وأنا أرتّبُ أغراضَه بعدما سافر، كنتُ أرى الكتاب ولا آخذه. أخاف. ممَّ؟ من أن يعيدَني الكتابُ إليه، هو الذي سافر، فأشعرُ بالفراقِ مرّتين: مرّةً في غيابه الحاضرِ في البيت، ومرّةً في غيابه الحاضرِ في هذا الكتاب الذي قرأه قبل أن يغيب. مرّت أيام. اشتقتُ إليه. كثيراً. فأخذتُ الكتاب، علّني أستعيدُ شيئاً من حضوره، في مطرحٍ راح لا يدوّي فيه سوى صدى غيابه.
قرأتُ. بداية بصعوبةٍ وبشيء من الملل، إذ أفكّر: كتابٌ آخر عن زياد. ثمّ ما لبثتُ أن استغرقت، أكثر فأكثر. وأكثر. وما استطعتُ أن أتركَ الكتاب قبل أن أخلصَ من قراءته. تأثّرتُ كثيراً. بمَ؟ أبحكايات هؤلاء الناس، وأسمائهم تفتتحُ كلَّ فصلٍ من فصوله؟ أنا أعرفُ بعضَهم. فهل أعادتني حكاياتهم إلى حكاياتي؟ لا شكّ. هل شعرتُ بأنّ قصّتي مع زياد شبيهة بتلك القصص؟ لا شكَّ بأنَّ لكثيرٍ كثيرٍ من الناس قصصاً مشابهة. اختار الكاتب، طلال شتوي، بعضاً منها. فجاءت بمثابة الصدى لغيرها. هل تأثّرتُ لأنّ تلك الحكايات استحضرت أزمنةً وأماكنَ عشتُ فيها أنا أيضاً؟ أنا التي أمضيتُ مراهقتي في رأس بيروت، بين شارع بلس والحمراء، وقصدتُ نفسَ الأماكن في نفس الزمن تقريباً؟ ربّما. لكنّني لا أحنّ فعلياً إلى ذلك الزمن. ولم أحبّ تلك الأمكنة كثيراً. إذن، هل تأثّرتُ بكلمات الأغاني التي استرجعتُ معها أوقاتاً من ماضي عائلتي؟ أنا وأخي نستمعُ إلى مسرحيّات زياد في ليالي القصف، ونحفظها عن ظهرِ قلب؟ ممكن. أم أنّني عدتُ إلى زمنٍ أبعد، زمن سماعي لأولى أغنيات فيروز، ومنها «قديش كان في ناس»؟ ذلك الزمن قبل الحرب، في بيتنا الجبليّ الذي تنزلُ على شرفته الفسيحة «الغطيْطة» المنعشة في مساءات الصيف. ننامُ ونحن نستمعُ إلى مسرحيات الرحابنة وظلّ السنديانة الوارفة يحمي أحلامنا. كنتُ في السادسة أو السابعة من عمري. وكنت أشعرُ بتأثّرٍ عميق كلّما استمعتُ إلى أغنيةٍ لفيروز. أحاولُ حتّى اليوم أن أفهمَ ما كان يهزُّ كياني إلى هذه الدرجة. فهل أعادني الكتاب إلى هذا السؤال؟ أكيد.
نعم، إنّه كلّ هذا.
لكن، ثمّة شيء آخر، فكّرتُ. شيءٌ يتعدّاني ويتعدّى الكتاب بما هو يحيلُ بقصصه على قصصي. إنّه كتابٌ جميلٌ ورقيق. جداً. كتابٌ لا يحكي عن زياد الرحباني، بل لعلّ زياد هو الغائب الحاضر الأبرز في الكتاب. يحكي الكتاب عن زياد في أثرِهِ في غيره. في حياتهم وعلاقاتهم وماضيهم وحاضرهم. إنّه كتابٌ عن الأثر. هكذا فكّرت. وهذا، بلا شكّ، هو ما أثّر فيَّ. أحببتُ كثيراً كيف يظهرُ زياد الرحباني من خلال الآخرين، وليس بحدِّ ذاته. وكيف يطلعُ تدريجيّاً، من خلالِ ذلكَ، زمنٌ ومدينةٌ وناسٌ وأماكنَ وحالات. يطلعُ تلُّ الزعتر وأحمد العربي من تاريخ ميساء الشخصيّ والجماعيّ. ويصدحُ المكحول بصدى حاناته التي فَرِغَتْ من روّادِها، عدا في «البلو نوت». ومع موسى تطلعُ حلب تردِّدُ، بخرابِ أسواقِها، خرابَ وسط بيروت. تحضرُ جريدةُ «السفير» التي لم تَعُدْ. تحضرُ هي و«شي أندريه» مع اسكندر. ليلُ الحمراء وسطَ الحرب. زياد يؤلّفُ موسيقى، أغاني ومسرحيّات، فيما المدينةُ تتحطّمُ دماراً فوقَ دمار. لكنَّ الأماكنَ لا تحضرُ من دون ناسها، فهم من سكَنَها بقدرِ ما سكنتهم هي. يأخذنا طلال شتوي في تجوالٍ يعبرُ حكايات الناس. تجوالٌ يُحاكي موسيقى الجاز في تفرّعاته الزمنيّة بين ماضٍ يحضرُ، بعيداً فقريباً فأبعد، وحاضرٍ يبدو كأنّه لا ينفكُّ يَمَّحي. وثمّة، في بعدٍ آخر، راهنٌ تجسّده شخصيةٌ واحدة يخطُّ بحثَها المهووس عن أرشيف زياد، المسارَ التواصليَّ الوحيد في الكتاب. وكأنّها، في كلِّ هذا الجاز، النوطةُ الوحيدةُ أو السياقُ الموسيقيُّ الوحيد الذي «يتطوّر»، بينما تتكسّرُ باقي السياقات بعدما جادَتْ آلاتُها في مقاطع «السولو». إنّه طارق، الشابُ الجنوبيّ. أصغرُ ناس الكتاب. له، فيه، عشرة فصول مرقّمة. فهل هو الراهنُ المتوثِّبُ نحو المستقبل؟ مستقبل محبّي زياد؟ «الزياديّون»، كما يقول.

يطلعُ تلُّ الزعتر وأحمد العربي من تاريخ ميساء الشخصيّ والجماعي

إنّه زمنُنا، إنّها مدينتُنا، وهؤلاء، ناسُ الكتاب، وناسُ زياد، هم ناسُنا. نحن، وحالاتنا. هو زياد الرحباني. استطاعَ أن يعيدَ صياغتَنا في أعماله. وقبله ومعه، فيروز والرحابنة. ولقد أعاد طلال شتوي، بدوره، نسجَ الحكايات التي بها يتشكّلُ زمنُنا وتُصاغُ ذواتُنا. لكن، وفيما يأخذنا الكاتب في مسارات هذا الأثر، أي الأثر الذي تركه، وما زال، زياد الرحباني في غيره، فإنّ مساراتٍ أخرى لآثارٍ أخرى تبدأُ ترتسمُ شيئاً فشيئاً. آثارُ الحرب في الأماكن والنفوس والمصائر. آثارُ الخراب المعنويّ. آثارُ المنفى. والفراق. في غمرةِ هذه المسارات التي ملؤها الوجع، تبدو لقاءات الناس مع أعمال زياد وكأنّها «قناديلُ صغيرة» تنير «عتمة الطريق»، وترسمُ لها مساراتٍ أخرى، تجاهدُ لأن تكونَ تغييرية. لكنها لا تغيّر لا مسار الخراب ولا وقع الهزائم ولا مرارة الخيبات وقد باتَتْ تفيضُ على كلِّ ما عداها. خرابُ بيروت «البلد» بنسيجها العماريّ-الاجتماعيّ. هزيمةُ ٦٧ وانهيار مصر عبد الناصر. خيبةُ اليسارِ المتحالفِ مع القضية الفلسطينية، والتي لن يقوم منها، رغم كلّ محاولات زياد، غير الفنيّة، في تسعينيات القرن الماضي.
هل أمكنَ القولُ إذن بأنَّ الكتابَ ليس فقط عن زياد الرحباني، ولا حتّى، فقط، عن الأثر الذي تركه زياد في الناس وفي أحوالهم؟ بل إنّه كتابٌ عن أثرٍ تلو أثرٍ تلو أثر، «يبنون»، كالريزوم، «بنية» دولوز التي لا تنبني، أطلالَ زمننا المعاصر؟ هي الأطلالُ أعتقد. نعم. ربّما هي التي أضفتْ على الكتاب جمالَه، كما ورقّته الفائقة. إنّها «عمارةُ» أطلالنا. أفكّر. نتلمَّسُ بقاياها قبل أن نرحل. نذرفُ الدمعَ كلّما هبّت رياحٌ في أرجائها الخالية إلا من نظراتنا وقد أضنتها تردّدات صدى صوت فيروز: وينن.. وينن... صدى يملأ أوديتَنا: ضاع شااادي. أودية الجغرافيا الضائعة، التي هي هي أوديةُ الروحِ الباحثةِ أبداً عن روحها. ضاعَ شادي في الوادي. ضاعت ليلى في الصحراء. قيس يبكي على ما تبقّى من أمكنة الحبيبة. ثمّ يهيمُ بحثاً عمّن أضاع. ونحن نبكي على ما تبقّى من الأغاني التي تبكي بدورها على ما تبقّى من أمكنتنا وأزمنتنا وناسنا. قديش كان في ناس.. عل مفرق تنطر ناس... لكن: ما في حدااا.. لا تندهي.. ما في حدا.. راحوا. شو قولكن... صاروا صدى؟ راحت ليلى. راح الناس. ومن بقي، وحده يبقى. وحدن بيقبوا، بيقطفوا وراق الزمان.. بيضلهن متل الشتي يدقوا.. على بوابي.. لحالي.. إنّها أوراقُ الزمن ينطبعُ عليها ما بقي. ولم يبقَ غير صدى المطر يدقُّ الأبواب. يدقّ الروح. صدى المطر وهو يدقُّ على الأبواب في بيوت خلَتْ من ناسها، ما عدا ممن ينتظرون، وحيدين.
انتظرَ موسى، العاشقُ لزياد، في بيته في حيّ العزيزية في حلب. ظلَّ ينتظرُ حتّى بعدما رحلَ كلّ الأحبّة. انتظرَ وحيداً. في الأمكنة الخالية. المدينةُ تراكمُ أطلالَها. وهو، «ناطور المفاتيح»، كما قال. كان موسى يحرسُ بالفعل، لا البيوت الخالية فقط، بل مفاتيحها: عشرة مفاتيحٍ لبيوتٍ تركَها أهلُها في حلب. في مكانٍ وزمانٍ آخر، ناسٌ آخرون ممّن أحبّوا زياد وفيروز، يحرسون مفاتيحَ بيوتهم التي تركوها منذ زمنٍ بعيد. في حيفا غسان كنفاني الذي عاد إليها الأهل ليجدوا بيتَهم وقد سكنه آخرون، وابنهم وقد سَكَنَهُ هو الآخر، آخرٌ. خلدون لم يعد خلدون. خلدون صار «دوف». الناس كما البيوت، كما الأماكن، جغرافيا ضاعَتْ. ولم يبقَ منها إلا المفتاح. والمفتاح صارَ أغنية. والأغنية صارت صدى. في الخالصة حيث ذهبت ميساء لتأخذَ حفنةَ ترابٍ ترسلها إلى أمّها في لبنان، بكى الناس وهم يحفرون الأرض تحت الشجرة العتيقة. التراب. هل من طللٍ أكثر من التراب؟ إنّه ما يبقى بعد ما بقي. إنّه الطلل الأخير. وربّما الأوّل. فهل أرادَ أهل الخالصة، «الناطرين» في مخيّمات لبنان، أن يعيدوا التراب إلى بدايته حين أكلوه؟ نعم. أكلتْ الأمّ، ومعها أهل الخالصة، الترابَ الذي أرسلته إليهم الابنة من فلسطين في كيس. من التراب وإليه نعود. فهل أرادوا الموتَ أم الولادةَ من جديد؟ هل أرادوا دفنَ التراب فيهم، هم الذين لن يُدفنوا في هذا التراب؟ أم أرادوا إعادةَ إحيائه في جسدهم الذي أنهكه الانتظار؟ لا أعرف. لكنّني أعرف أنّهم ينتظرون. انتظرَ المحاصرون في تلّ الزعتر. ومعهم ميساء، الصبية المقاتلة. انتظروا الموت، وحينما اعتقدوا أنهم خرجوا من الموت، لم يكن ذلك إلا وهماً، ذلك أنّ موتاً آخرَ كان ينتظرهم. على أبواب المخيم. ثمّ في صبرا وشاتيلا. ثمّ في كلّ مكان التجأوا إليه. هم «الناس الناطرين». ليس فقط في القدس العتيقة، بل في كلّ المكان وفي كلّ الزمان.
انتظرَ كلُّ عشّاق زياد، في هذا الكتاب. انتظروا أغانيه. مسرحيّاته. حضوره. رؤيته. كمن ينتظرُ لقاءَ الحبيب وقد طال غيابه. نطّرونا كتييير.. كتير... لم أكن أعرف أنّ هذه الأغنية التي كانت هي الأخرى تبكيني في طفولتي، هي من تأليف زياد. أهو الانتظار مرّةً أخرى؟ يبدو ناسُ الكتاب في حالِ شوقٍ دائمٍ إلى لقاء زياد. حتّى لو لم يروه من قبل. يتوقون إلى لقائه كأنّهم يعرفونه. كأنّهم عرفوه دوماً. هكذا نشعر حين نستمع إلى أغانيه ومسرحياته: كأنّنا نعرفه. كأنّه نحن. صحيح. لماذا نشعر ونحن نستمع إلى زياد بأنّنا نعرفه؟ نحن نسمّيه ببساطة «زياد». لا نضيفُ إلا نادراً اسمَ العائلة. وكأنّنا، مع من يسمعنا، نعرفُ من هو زياد. متواطئون نحنُ في إلفَتِنا المشتركة، معه. نسمّيه زياد وكأنّه صديقٌ قريبٌ عرفناه منذ زمن. هل سمعتَ آخر عملٍ لزياد؟ هكذا نحكي. هكذا أحكي، مع أنّني لم ألتقِ يوماً بزياد الرحباني. لماذا نشعرُ بهذا القرب؟ بهذه الإلفة؟
ممّا لا شكّ فيه أنّ أغاني زياد ومسرحيّاته أوجدت إلفةً بين العمل الفنيّ والجمهور لم نعهدها من قبل. ذلك أنّ هذه الأعمال قد حاكَت، محاكاةً وحياكةً، وكما بَرَعَ كتاب طلال شتوي في تبيانه، عيشاً هو عيشنا، لم نكن قد رأيناه أو سمعناه من قبل وقد انشغل ليصبح إبداعاً فنيّاً. أن يصبح عيشنا، طريقة حكينا، شخصيات يومياتنا، مطارحنا، هواجسنا ومخاوفنا، أفكارنا، أن يتحوّلَ كلُّ هذا إلى عملٍ فنيّ بديع يحضر في آذاننا وأمام أعيننا، هذا ما جعل من زياد حالةً فريدة. للمرة الأولى ربما، وربما للمرّة الأخيرة - ما عدا بعض الاستثناءات طبعاً - نستطيع أن نتمثَّلَ في عملٍ فنيٍّ مرئيٍّ ومسموع. تخيّلوا لو أخرج زياد أفلاماً سينمائية! لكانت شكّلت هذه الأفلام، مباشرةً، كما في مطارح أخرى من العالم، أفلاماً نسمّيها بالانكليزية cult films وهي أفلام يصير لها جمهور واسع من الأتباع المتشدّدين (أهم الزياديون؟)، وتتأسّس عليها أجيال من المبدعين والعامّة، بما هي تَصيغُ هويةً جماعيةً ما في زمن ومكان ما. تولّت مسرحيات زياد هذا الدور، إذ صاغت هذه الهوية الجماعية لجيل بل لأجيال بأكملها. هو الوحيد ربّما الذي ثابرَ على بناء هذه الهوية الجماعية في زمننا المعاصر. أنشأ جماعة communauté بالمعنى الفعليّ: جماعة تتشارك، في الموسيقى والأغاني والمسرحيات، مصيرها. حبّها. موتها. كذلك، جمعَ زياد بين إبداعٍ مشغولٍ وفذّ، ورواجٍ تجاريٍّ فريدٍ من نوعه. وصودِفَ أن تزامنَ هذا الإنتاج مع حقبة الحرب، فشكّلَ زياد في ومع زمن الحرب هذه الهوية الجماعية لجيل بأكمله(٢)، وهذا الجيل ينضوي، بأغلبه، تحت الهوية الجماعية اليسارية. هذا جليٌّ في حكايات ناس الكتاب. كاتيا وإيفانا ومنى وأمل وميساء واسكندر، كلّهم انتموا، في شكل ما وفي حقبة ما، إلى تجربة اليسار اللبناني-الفلسطيني. ولا شكّ في أنَّ شعور الخيبة والمرارة الذي يرشح من حكاياتهم، مرتبطٌ بفشلِ هذه التجربة في تحقيق أهدافها. ولعلّ هذه المسألة تحتاج مقالاً آخر..
أمّا الذي أعطاني الكتاب قبلَ أن يسافر، فلقد اقتربَ موعدُ عودته. أفكّر الآن: هل أعطاني الكتاب لكي يرافقَني في غيابه؟ ربّما. ليتَ كلُّ انتظارٍ يكون هكذا. كتابٌ، ثمّ عودةٌ. وبينهما، صدى الأغاني.
* اكاديمية لبنانية

١- طلال شتوي، «زمن زياد. قديش كان في ناس»، «دار الفارابي»، ٢٠١٦، الطبعة الثالثة.
٢- لكن: عتبٌ واحدٌ. أوّل وأخير. على هذا الكتاب الجميل. كيف يغيب جوزف صقر؟ هو صوت زياد وتوأمه الموسيقي. وقد غاب باكراً. وكان لغيابه الأثر القاسي على أعمال زياد وعلى زياد. لم يعد زياد زياد. هكذا أعتقد. وأحزن لعدم إعطاء جوزف حقّه في هذه الحكايات. فهو رفيق الدرب غناءً ومسرحاً. وهو الرقّة والدفء صارا صوتاً. فكيف يغيب؟