تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي منذ اغتصاب أرض فلسطين، وصولاً الى انتصار تموز 2006 في لبنان... حقبة تغطيها السلسلة الوثائقية «بين زمنين» (إعداد عبد شبيب - إخراج محمد بو زيد ــ إنتاج «سامي فاخوري للإنتاج الفني»).
السلسلة التي بدأت «الجديد» بعرضها في 16 تموز (يوليو)، وبثت كذلك باللغة الإنكليزية على قناة Press Tv، تلخِّص عبر 9 حلقات (مدة كل حلقة 50 دقيقة تلفزيونية)، الواقع اللبناني المنقسم على المقاومة المسلحة بكل أطيافها، منذ دحر الصهاينة عن الأراضي اللبنانية عام 2000، وصولاً الى عام 2006 والنصر الذي حققته المقاومة وقتها. تحاول السلسلة التي عرض منها 6 حلقات حتى الآن، طرح الإشكاليات التي يقف عليها هذا الانقسام السياسي في لبنان من ضمنها: «هل أن العدو الإسرائيلي ما كان ليعتدي على لبنان لولا تحرّش المقاومة اللبنانية به؟ أم أن لبنان لم يكن يوماً بمنأى عن عدوانية كيان العدو الذي احتلّ فلسطين عام 1948؟». في موازاة هذه الإشكاليات والإجابة عليها، تستضيف السلسلة أكثر من 27 شخصية لبنانية وغربية، مع تمركز شخصية الشهيد سمير القنطار في قلب هذه السلسلة، ومنه تتنقل بين محطات مختلفة تظهر تطور المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
في الحلقات الست التي عرضت على «الجديد»، سردت السلسلة بدايات الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ومختلف الاعتداءات التي طالت الأراضي اللبنانية ونشوء «الحلف الثلاثي» في وجه «المدّ الناصري»، وانعكاسات حرب 1976 على لبنان. في الحلقة الثانية، أضيء على صدام المقاومة الفلسطينية مع النظام الأردني، وزيارة أنور السادات الى القدس (1977)، وانفراط عقد الائتلافات العربية.
في 1978، شنّ الصهاينة عدواناً على لبنان وأخفي الإمام الصدر، ووقعت اتفاقية «كامب دايفيد»، فيما نفذّ الشهيد القنطار مع رفاقه عملية «نهاريا» وأسر وقتها، ليبدأ التمهيد لاجتياح إسرائيلي (1982). هذه الأحداث تلخصها الحلقة الثالثة من «بين زمنين»، لندخل في مرحلة الاجتياح (1982) للبنان، وانتخاب بشير الجميل رئيساً للبلاد واغتياله وانطلاق «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (الحلقة 4). ووضعت الحلقة الخامسة ثقلها على تصاعد العمليات العسكرية المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ملقيةً الضوء على العمليات الاستشهادية التي سادت وقتها، كتعويض عن الخلل في التكنولوجيا وتوازن القوى مع العدّو. في هذه الفترة، نشأ «حزب الله»، ثم وقِّع اتفاق الطائف لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، واغتيل أمين عام الحزب السيد عباس الموسوي (1992)، مما شكّل نقطة تحوّل في مسار المقاومة اللبنانية.
سلسلة الاعتداءات الصهيونية على لبنان من 1993 الى 1996، والتطور النوعي في سلاح المقاومة (الكاتيوشا)، ونشوء «سرايا المقاومة» والتحرير (2000)، لخصتها الحلقة السادسة، التي شاهدناها الأسبوع الماضي. أما الحلقات الثلاث الأخيرة من «بين زمنين»، فستدخل في دهاليز السياسية اللبنانية والمطالبة وقتذاك بانسحاب الجيش السوري من لبنان. كما تطل على الاقليم مع إنطلاق الانتفاضة الثانية في فلسطين، واعتداءات 11 سبتمبر (2001)، وغزو العراق (2003) وأفغانستان (2002). بعد هذه المحطات، تقلب الطاولة اللبنانية، مع اغتيال رفيق الحريري (2005)، وخروج الجيش السوري، وخلط أوراق التفاهم مع مختلف الأطراف اللبنانية، وتصاعد الخطاب الهجومي على المقاومة في الداخل.
تنتهي السلسلة مع عدوان 2006، وتحرير الأسرى على رأسهم سمير القنطار، وتكريس معادلة الرعب والقوة مع العدو. وكما كان سمير مرافقاً لهذه السلسلة، فإنها تختم بالتأكيد على أن تحريره بعد 30 عاماً من الاعتقال، ما هو إلا تحقيق لوعود المقاومة التي لا تترك أسراها وشهداءها في السجون.

الحلقة السابعة من «بين زمنين»: هذا الأحد 19:00 على قناة «الجديد»