لم يصمد بايرن ميونيخ إلا حتى الجولة الثالثة من الدوري الألماني، ليتلقى هزيمته الأولى بسقوطه في معقل هوفنهايم 0-2. سقوط بالتأكيد غير عابر للبطل الذي توِّج العام الماضي بلقبه الخامس المتتالي بفارق 15 نقطة عن لايبزيغ الثاني، ولم يتلقّ سوى خسارتين فقط في 34 مباراة.
صحيح أن هوفنهايم فريق واعد ومثابر بقيادة مدربه الشاب الطموح جوليان نايجلسمان، لكن أن يسقط البافاري أمامه ويظهر بموقف العاجز والمقتنع بالخسارة مع أداء عشوائي، هذا له دلالاته بأن ما يحصل مع فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي ليس سحابة صيف عابرة، بل إن بايرن في قلب معاناة ظهرت مبكراً حتى قبل انطلاق الموسم. إذ تكفي العودة إلى كأس أودي الودية التي ينظمها بايرن في ملعبه «أليانز أرينا» لتلمّس ذلك حين سقط بثلاثية نظيفة أمام ليفربول الإنكليزي، حيث كان مستسلماً تماماً أمام فريق المدرب الألماني يورغن كلوب، مقدماً إحدى أسوأ مبارياته منذ سنوات طوال، ثم عاد وخسر أمام نابولي الإيطالي بثنائية نظيفة في مباراة تحديد المركز الثالث.

خسارة سريعة غير معتادة
لبايرن منذ الجولة الثالثة
فقط أمام هوفنهايم


وقبل ذلك، وخلال الاستعدادات للموسم في الجولة الآسيوية، تلقى بايرن خسارة فادحة أمام ميلان الإيطالي 0-4، كذلك خسر أمام جار الأخير إنتر ميلانو 0-2.
بدا حينها أن وضع بايرن ليس طبيعياً، رغم أن المباريات ودية. هذا ما ثبت أول من أمس أمام هوفنهايم، حيث انفضحت عيوب البافاري مجدداً بعد فوزين أولين غير مقنعين في «البوندسليغا»، وذلك على مرأى رجلَيه القويين أولي هونيس وكارل – هاينز رومينيغيه في المدرجات، اللذين كانت تعابير وجهيهما المتجهمة كافية لتعكس صورة ما يجري مع فريقهما على الميدان، الذي كان حتى فترة قريبة مجرد ذكر اسمه كفيلاً بأن يُرعب الخصوم. لكن الحال وصل إلى أن الفرق المنافسة تخلّصت من هذا الخوف وعقدة هزيمة «البعبع البافاري»، وهذا ما فعله هوفنهايم تماماً.
الواضح أن مشاكل بايرن عديدة، وفي طليعتها الضعف في خط دفاعه، إذ يكفي القول إن الفريق تلقى في شباكه هذا الصيف بين مباريات الدوري وكأس السوبر الألمانية والودية 18 هدفاً في 9 مباريات، أي بمعدل هدفين في كل مباراة، وهذا رقم سيئ جداً لفريق يريد الفوز بالألقاب، وفي مقدمها «التشامبيونز ليغ»، والأغرب أن من يقوده هو مدرب إيطالي بحجم أنشيلوتي يشتهر كما أترابه بالاهتمام بالشق الدفاعي. إذ ما هو واضح أن ثمة خللاً في المنظومة الدفاعية للفريق، خصوصاً بعد أن فقدت قائداً بحجم فيليب لام.
مسألة أخرى، هي أنه لم يعد مجدياً أن ينتظر بايرن الحلول السحرية من الثنائي «العجوز»، الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي أريين روبن، اللذين قدما كل شيء طوال السنوات الماضية. وهنا كان من المهم أن يدخل بايرن بقوة أكبر في الانتقالات الصيفية والتعاقد تحديداً مع بديلين أو على الأقل بديل من مستوى عالٍ لـ «ريبيري».
ومن ثم تأتي أزمة توماس مولر الذي تراجع مستواه بنحو لافت، ويبدو واضحاً أنه في حالة معنوية سيئة، نظراً إلى عدم ثبات وضعه مع البافاري.
أما المسألة المهمة والفارقة في الفريق، التي كانت دوماً مصدراً لقوة بايرن، فهي عدم وجود نجوم أو على الأقل نجم ألماني يتمتع بمواصفات الشخصية الألمانية المقاتلة والمحفزة ويقود المجموعة، وهذه نقطة مهمة في البافاري تحديداً، وكانت موجودة في السنوات الأخيرة مع شتيفان إيفنبرغ ومايكل بالاك وباستيان شفاينشتايغر، وأخيراً فيليب لام، وفُقدت الآن مع أزمة مولر الذي كان متوقعاً أن يلعب هذا الدور.
الوضع ليس على ما يرام في بايرن، وهو بحاجة إلى خطة طوارئ سريعة، وهذا واضح. البافاري بهذه الصورة لن يتمكن من مقارعة كبار أوروبا، هذا أكيد.