ما الذي سيتغير؟ يقول السعودي إن المشروع الذي صمّمه مهندسون من الجامعة الأميركية في بيروت يكلف حوالى 250 ألف دولار، ويتضمّن تنظيف المنطقة وتحويلها إلى حدائق وساحة مسقوفة لألعاب الأطفال، فضلاً عن طلاء واجهات المنازل المتداعية الواقعة خلف المحال والمقاهي. «بحر العيد لن يتبخّر»، يؤكد السعودي، «بل سيتحسن». والأهم أنه «سيبقى مكاناً عاماً» يسمح لفقراء المدينة باللعب والفرح في عيدي الفطر والأضحى بأسعار زهيدة.
لكن وعود السعودي لا تبدّد مخاوف الفقراء. حديقة زايد نفسها كانت، قبل ثلاث سنوات، خربة تستخدم مرأباً للشاحنات ومستودعاً للمعدات والخرضوات ومكباً للنفايات.
وبعدما تحولت إلى حديقة، أُغلقت أمام العامة باستثناء أوقات قليلة في عطلة نهاية الأسبوع والمناسبات. وعليه، يبدو شبه مؤكد أن «بحر العيد»، بصخبه وفوضاه الشعبية العفوية، لن يبقى على حاله.
الخشية كبيرة
على مصير أحد
المعالم التراثية
في صيدا
وكان القصف الإسرائيلي عام 1982 قد دمر بيوت الواجهة البحرية المحيطة ببحر العيد. وأكملت «مؤسسة رفيق الحريري» هدم ما تبقى منها، حتى تلك القابلة للترميم. وبعدما «كان البحر يصل إلى البحر»، جُرف، عام 1995، القسم الأكبر من «بحر العيد» عند شق طريق الجنوب البحري.
في ما مضى، كانت «دويخة العيد» تنتظر الاطفال بجانب خان الافرنج في الأعياد، فيما تنتظرهم من ناحية البحر «شخاتير» تأخذهم في نزهة بحرية. وكان بحر العيد يلاقي خليج اسكندر الذي كان شاطئاً صخرياً للعموم من السابحين والصيادين. في «جورة الوحش»، كان الرواد يتبارزون في الغوص في الجورة الواقعة في قلب صخرة وانتزاع الطحالب من قعرها. وكان هناك منحدر مياه يسمى الشلال، وحمام سباحة وناد رياضي معروف باسم «حمام بدر»، أنشئ عام 1962، إضافة الى الدري والوحلة والحصيرة، حيث تتجمع الثروة السمكية. اليوم، اختفى كل هذا، وحلّ مكانه مرفأ تجاري ومرسى لليخوت يجري العمل على إنشائهما. «بحر العيد»، أيضاً، مهدد بـ«الاختفاء» تحت شعار التنمية والاستثمار!