قد تبدو الفكرة مستهلكة إلى حد كبير في الإعلام العربي. فقد اعتاد الجمهور برامج تلفزيونية تستضيف نجوماً في مجالات مختلفة ضمن ديكور يُحاكي غرفة الجلوس في المنازل. نمط يهدف إلى إلغاء الحدود ما بين المشاهد وضيوف الشاشة، وبين الضيف والمضيف، إذ تتلاشى المسافة شكلياً وفي المضمون، ويتحولّ الحوار إلى جلسة حميمة ضمن أجواء مريحة.
هذا النوع من البرامج الذي بات مكرّراً إلى حد كبير بأشكال مختلفة، إن على صعيد البرنامج الترفيهية أو الإجتماعية، كسرته إطلالة الفنانة المصرية أنوشكا يوم الأربعاء الماضي في أولى حلقات برنامجها الجديد على «صالون أنوشكا» (إخراج أكرم فاروق) على قناة dmc.
ضمن جنيريك مصوّر بإتقان وبإبهار مع نفحات سينمائية، تخطو أنوشكا نحو مجال جديد تختبره بعد الغناء والتمثيل، وبعدما أصبح إسمها أخيراً ثابتاً في الأعمال الدرامية الرمضانية، آخرها مسلسل «حلاوة الدنيا» (تأليف ورشة كتابة تامر حبيب وإخراج حسين المنباوي) الذي لعبت فيه دور «ناديا» الأم التي تحاول مواجهة إصابة ابنتها «أمينة» (هند صبري) بالسرطان، وتكتشف أنّ مشاعر الحب تجاه عَم بناتها «عادل» استيقظت من جديد.
في «صالون أنوشكا»، استضافت الفنانة البالغة 57 عاماً ثلاثة فنانين مصريين، هم: مصطفى قمر، وحميد الشاعري، وهشام عباس. ثلاثي ظل يحفظ الصداقة ولا يزال يحافظ على علاقة عمرها أكثر من 20 عاماً. ثيمة الصداقة حضرت بقوّة في الحلقة الأولى، وتفرّعت إلى أحاديث أخرى، من دون أن تخلو من «مناوشات» شقيّة من قبل أنوشكا. الغناء كان حاضراً بقوّة أيضاً، إذ أسمعت أنوشكا صوتها للجمهور بعد وقت طويل من الإنقطاع.
حلقة إتسمت بالعفوية التي تتمتع بها المضيفة، وبالأناقة التي يُضرب بها المثل لناحية الشكل وطريقة الكلام والتصرّفات، من دون تكلّف أو حاجة إلى حمل أوراق إعداد للقراءة منها على الشاشة.
هكذا، بدت الجلسة إنسيابية ودافئة وغير مملّة في حلقة لاقت رواجاً عالياً على المنصات الإفتراضية، وولّدت مقارنة بين «صالون أنوشكا» وبرنامج «شيري أستديو» التي سبق أن عُرض على المحطة عينها وقدّمته شيرين عبد الوهاب. في العمل الذي استمر لموسم واحد فقط، استضافت صاحبة أغنية «مشاعر» مجموعة من النجوم الذين شاركتهم الغناء. غير أنّ هذا العمل لم يستطع تحقيق نجاح عالٍ، وقد لا نبالغ إن قلنا أنّ شيرين أخفقت في تجربة التقديم!

*«صالون أنوشكا»: كل أربعاء ــ الساعة 22:00 بتوقيت بيروت على شاشة dmc.