لا حاجة لتحديد زمان أو مكان لصورة منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. بات التفاعل بحكم سرعة الانتشار، وكثرة التداول، لا يحتاج لوقت طويل للتقصي عن حيثية الصورة التي تضحي «قضية رأي عام» في نهاية المطاف.
الصورة التي انتشرت أمس، لسيدة تقوم بالعناية بأظافر قدميها في أحد مراكز التجميل الذي تبين أنه يقع في طرابلس، والى جانبها عاملة أجنبية تمسك بـ «نبريش»، النرجيلة لهذه السيدة. صورة استفزت رواد السوشيل ميديا، وأخذوا يتداولونها بكثرة، معلقين على كمّ العنصرية الطافح من صالون التجميل، وعلى المعاملة السيئة التي تلقاها هذه العاملة، سيما من السيدة /الزبونة التي رضيت لنفسها بأن «تستعبد» هذه المرأة.
صحيح أن هذه الصرخة وإستنكار الفعلة المشينة بحق العاملة الأجنبية، احتلا الصفحات الافتراضية، من دون تفتيش عن تاريخ ومكان هذه الصورة، الا أن هذا الأمر قد لا يدل على تقدم في الذهنية اللبنانية بالتعاطي مع العاملات الأجنبيات، ولا يمكنه أن يكون مؤشراً إلى تقلص مساحات العنصرية والتمييز بحق هذه الفئات المهمشة إجتماعياً وقانونياً. في النهاية، ساحات التواصل الإجتماعي تتكئ في أغلبها على الاستعراض، فكيف إذا كانت قضية شبيهة بالتي حدثت في صالون التجميل، وتحتمل الكثير من الإستعراض ومن التعاطف الإنساني الظاهر أقله؟!