يوماً بعد يوم، يتنامى وعيُ الشباب العربيّ لأهميّة مقاطعة الكيان الصهيونيّ في الميادين كافّةً، بعد أن كانت المقاطعة لسنوات خَلَت تعتمد على القوانين الرسميَّة وحدها، أو تنحصر في عمل حملات المقاطعة وحدها. ويسرّ حملةَ المقاطعة في لبنان أن يلفتَ نظرَها، بنحو شبه أسبوعيّ، أحدُ المواطنين أو إحدى المواطنات إلى شخصيَّةٍ أو مؤسَّسة في لبنان، مُشتبهٍ في قيامِها بنشاطاتٍ تطبيعيَّةٍ أو داعمةٍ للكيان الصهيونيّ.
وهذا ما حدثَ أخيراً في حالة شركةِ SIXT التي نضع حيثيّاتِها بتصرّف مكتب مقاطعة «إسرائيل» (التابع لوزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية)، والرأي العامّ اللبنانيّ.
شركة SIXT مختصَّة أساساً بتأجير السيَّارات، وهي منتشرة في أكثر من مئةٍ وخمسة بلدان في العالم، ولديها فروع في لبنان، أحدُها في مطار بيروت. أسَّس Martin SIXT هذه الشركة سنة 1912 في ميونخ (ألمانيا)، ويتولّى إدارتهَا في العقود الأخيرة الجيلُ الثالث من العائلة، وبشكلٍ أخصّ كلٌّ من: Erich Sixt، الرئيس الحاليّ لمجلس إدراة الشركة، وزوجته Regina Sixt، التي كانت وراء انتشار الشركة ونجاحها عالميّاً.
بيتُ القصيد أنّ هذين الزوجيْن داعمان لـ«إسرائيل»، على ما يتَّضح من نتائج البحث عن نشاط الشركة والعائلة.
- فقد حازت Regina Sixt جائزة «مواطِنة العالَم» عام 2010 من منظمة Hadassah International تقديراً «لدعمها المكثَّف لمنظمَّاتٍ متنوِّعة في إسرائيل ومساهمتها السخيَّة الأخيرة في قسم الأطفال في مستشفى هداسا في جبل المشارف (Mount Scopus)». وجاء في خطاب قبولها الجائزة في فندق الملك داوود في القدس المحتلّة، بحضور السفير الأميركيّ في الكيان الغاصب ومدير متحف المحرقة (ياد فاشيم) وشخصيّاتٍ صهيونيةٍ وإسرائيلية رفيعة أخرى، أنّ «لديها مشاعرَ خاصّةً تجاه إسرائيل».
ــ كانت Regina Sixt إحدى الشخصيّات المهمّة المشارِكة في المؤتمر الألمانيّ - الإسرائيليِّ الذي انعقد في فرانكفورت عام 2011. كذلك كانت شركة SIXT أحدَ داعمي هذا المؤتمر.
ــ في عام 2014 حاز الزوجان Regina Sixt و Erich Sixt جائزة Scopus Award، وهي أعلى جائزة تشريفيَّة من الجامعة العبريَّة في القدس، تكريماً لعقودٍ من جهودِهما في خدمةِ «إسرائيل».
إنّ حملة المقاطعة، إذ تؤكِّد خطورةَ هذا النوع من الشركات التي لا يلحظُها قانونُ المقاطعة اللبنانيّ مباشرةً، على الرغم من مجاهرةِ مؤسِّسيها أو مديريها بصهيونيَّتهم ودعمهمِ الواضحِ والمستمرّ للكيان الصهوينيّ، تطلب إلى الجمهور الكريم في لبنان، وإلى أنصار فلسطين في الوطن العربيّ والعالم، مقاطعة هذه الشركة. كذلك تطالب جامعةَ الدول العربيّة باتخاذ التدابير اللازمة في حقّها.
حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان