أثار التعليق الذي كتبه الروائي العراقي علي بدر على صفحته الشخصيّة في الفايسبوك، عن نيته إصدار كتاب يرصد خلاله علاقته بناشري كتبه والظروف والملابسات التي واجهته في رحلته هذه، ردود فعل متباينة، فسّرها بعضهم على أن هذا الكتاب سيكون تصفية حساب مع دور النشر العربية، لن يخلو من فضائحية، خصوصاً أنه اتهم الناشرين بالاحتيال وعدم الثقة.
ليس هذا الواقع جديداً، إذ لطالما اشتكى بعض الكتّاب من ضيم واجهوه في تحصيل حقوقهم من الناشرين، لكن صاحب «بابا سارتر» سيفتح ـــ وفقاً لما قاله لـ «الأخبار» ــ الباب على مصراعيه في أسرار هذه المهنة، و«الجزء المخفي من العمل الادبي وعلاقته مع ناشريه، والحقوق التي تختفي تحت ستار أسود لا يعرفها القارئ». وسيعرّج في بعض فصول كتابه المنتظر على تاريخ صناعة الكتاب في العالم العربي، فيما يخصّص فصولاً أخرى لسيرته مع الكتابة ورؤيته لها، والتحولات التي طالت هذه التجربة، قبل أن يسيطر عليها «مونوتورات» النشر، وعلاقاتهم الغامضة مع السلطات السياسية من جهة، والنفعية والجهل من جهةٍ ثانية. سيرة كتابية تنهض على شعرية عاطفية، و«تلصص» من داخل مطبخ النشر، وعمل المحرّر الأدبي. على الضفة المقابلة، سيسرد صاحب «عازف الغيوم» علاقته بدور النشر الأجنبية، وتجواله على معارض الكتب، وتجارب الكتّاب مع الناشرين، والإشكاليات الأخلاقية التي تستدعيها مثل هذه العلاقة. علينا أن ننتظر صدور هذا الكتاب إذاً، وردود أفعال الناشرين عليه في معركة مفتوحة.