في برد حاصبيا والعرقوب وراشيا القارس، وفي ظل ضيق حال سكانها، يصبح لـ«زوم» الزيتون قيمة. بجانب الطريق، بين حاصبيا وميمس، صار «الجفت»، أو زيبار الزيتون بعد عصره، أسطوانات تستخدم للتدفئة في الصوبيات والمواقد. أنور أبو غيدا، صاحب معصرة في المنطقة، اعتاد كزملائه التخلص من الجفت في الأودية وخراج البلدات في السنوات الماضية.
إلا أن ارتفاع سعر المازوت والحطب ساعد على استخدامه كبديل للتدفئة. ما يبقى من حبوب الزيتون من بذور وقشور بعد العصر، لم يعد يرمى. أبو غيدا استقدم آلة تحول الزيبار الذي يشبه التراب إلى أسطوانات متماسكة. قبل ذلك، يبقى الزيبار حوالي ستة أشهر، بدءاً من تشرين الأول، في العراء ليتعرض للشمس والشتاء حتى يفقد رائحته الحادة ويصبح جافاً قابلاً للإشتعال بإضافة كمية قليلة من الوقود.
كما تحتاج الأسطوانة للتعرض للشمس لحوالي خمسة عشر يوماً حتى تصبح عملية احتراقها صحية وبيئية من دون انبعاثات ضارة.
بحسب أبو غيدا، يلاقي الجفت رواجاً من قبل القرويين عاماً بعد آخر وبات يستخدم للتدفئة في مختلف انواع الصوبيات. مع ذلك، يؤكد أن تصنيعه ليس مربحاً. إذ أن طن الزيتون الواحد ينتج 250 اسطوانة فقط، ولا يتقاضى صاحب المعصرة أجراً مالياً لقاء التصنيع، بل يحتفظ بقسم من الاسطوانات لبيعها. فيما بعض الزبائن يشترطون استعادة زيبار زيتونهم بعد تصنيعه.