«رواية مؤثرة... تضع القارئ في قلب التراجيديا العراقية، بل الإنسانية... بحيث يجد كلّ شخص نفسه في هذه الحكاية التي تتزاوج فيها الحياة والموت، الواقع والخيال، العدم والأمل، وقد استخدم فيها الكاتب أسلوباً رائعاً غنياً بالمجازات والانفعالات القوية». هكذا وصف رئيس لجنة تحكيم الدورة الخامسة من «جائزة الأدب العربي في باريس» بيار لوروا رواية «وحدها شجرة الرمان» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر ــ 2010) للعراقي سنان أنطون (1967 ــ الصورة).
من بين ثماني روايات عربية مترجمة إلى اللغة الفرنسية، استحقّت النسخة الفرنسية من رواية أنطون الصادرة عن دار «آكت سود» الجائزة قبل أيّام. عمل يرصد تطوّرات العراق السياسية، وأساليب القتل المتوحشة من الحرق والتقطيع، والطعن، وقطع الرؤوس داخل مغسل للموتى. الخيال الروائي عنده مثقل بالواقع العراقي المعاصر وقصصه ومعاناة أبطاله. جدلية الموت والحياة، وسردية الكارثة العراقية وتاريخها الإشكالي والطائفية والتفجيرات والشتات خيمت على روايات أنطون منذ «إعجام» (2003)، و«يا مريم» (2012)، وأخيراً «فهرس» (2016). وصل التجريب الأسلوبي إلى أقصاه في آخر رواياته، حيث الدمج بين السرد والشعر، والعامية والفصحى، يجعل من كل مقطع وحدة سردية جمالية مستقلة بذاتها ضمن الرؤية الأشمل للرواية. أما أصوات الرواية، فمستمدة من الشخصيات العراقية المختلفة التي تبدو كمرايا لبعضها كنمير الأكاديمي العراقي في جامعة أميركية، وودود بائع الكتب في شارع المتنبي. وفيما ستصدر الترجمة الإنكليزية من «فهرس» (ترجمة جوناثان رايت) العام المقبل، لدى انطون مشاريع كتابية عدةّ، إذ يعمل حالياً على كتابة رواية جديدة ومجموعة شعرية بعد مجموعتيه السابقتين «موشور مبلل بالحروب» (2004)، و«ليل واحد في كل المدن» (2010).