الملف الكردي السوري قد يكونُ على موعدٍ مع انعطافةٍ سياسيّة قريبة إذا ما نجحت موسكو في تهيئة المناخات المناسبة. وسُجّلت في خلال الأسبوعين الأخيرين جهود روسيّة متسارعة يبدو أنّها تسعى إلى وضع «الحجر الأساسٍ» لمسار تفاوضي يُنتظر أن يكون شاقّاً بين دمشق، وبين القوى الكرديّة الفاعلة في المشهد السوري.
وعلمت «الأخبار» أنّ موسكو استقبلت الأسبوع الماضي وفداً من «القيادة العامّة لوحدات حماية الشعب/ YPG» الكرديّة بعيداً عن الأضواء، وترأسه «القائد العام للوحدات» سيبان حمو. الزيارة، وفقاً للمصادر، هي الأولى من نوعها وجاءت «تلبيةً لدعوة روسيّة، وفي إطار جهود موسكو الرامية إلى حل الأزمة السوريّة». السياسي الكردي ريزان حدّو قال لـ«الأخبار» إنّ «هذه الخطوة جاءت تتويجاً لجهد مميز شهدته اللقاءات السابقة التي عقدت في سوريا، ما أثمرَ تقدّماً في المباحثات استدعى نقلها إلى موسكو ليُناقش الملف على أعلى المستويات». وأوضح السياسي المقرّب من «الوحدات» أنّ «مباحثات موسكو تمحورت حول عملية محاربة الإرهاب التي تسير بوتيرة جيدة، مع التأكيد على ضرورة العمل على دفع العملية السياسية لتسير بوتيرة توازي العمل العسكري وتكمله». كذلك «جدد المسؤولون الروس موقفهم الداعي إلى ضرورة تأمين مشاركة فعالة ووازنة للأكراد السوريين في العملية السياسية» بحسب المصدر نفسه. وتكتسب هذه الخطوة أهميّة خاصة بعد التوتر الكبير الذي شهدته معارك دير الزور بين الجيش السوري و«قوات سوريا الديموقراطيّة»، والذي وضع العلاقة بين الطرفين على حافة انفجار غير مسبوق. غير أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أدلى عقب ذلك التوتر بتصريحه اللافت الذي أكّد فيه أن «إقامة نظام إدارة ذاتية للأكراد في إطار حدود الدولة السورية أمر قابل للتفاوض والحوار». تجدر الإشارة إلى أن المعلّم يفترض أن يصل إلى روسيا اليوم للمشاركة في اجتماع اللجنة السورية الروسية حول التعاون الاقتصادي في مدينة سوتشي، وفقاً لما أعلنته وكالة «سانا» قبل أيام. كذلك نقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن «الوزير المعلم سيلتقي أيضاً نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الحادي عشر من الشهر الجاري في سوتشي لبحث آخر التطورات الإقليمية والدولية».