غداً، بعد أن تنتهي الحربُ،على عادتِهم في الماضي، سيَـتَوافدُ الأصحابُ القدامى:
الـمُتَظَلِّمون/ مُدَّعو البراءةِ/ النَـهَّابون (نَهّابو الكنائسِ والـمَياتِم)/ القَتَلةُ التائِبون/ الشعراءُ (الشعراءُ الـمَلَـكوتِـيّون) بِـمَناحاتِهم، وأَحكامِ موتِهم، وأعناقِهم المائلةِ مِن الحياءِ وشِدّةِ العطف/ القدّيسون بِهالاتِهم وأجنِحتِهم وسواطيرهم/ النَدّابون بدموعِهم ووَلائمِ رحمتِهم/ المنفِيّون (المنفِيّون بإرادتهم)/ الفُقهاءُ الـمُحَلَّفون -كَرادِلةُ الظلمات- بِمَباخِرِهم وأَجراسِهم وعطورِ مواخيرِهم..

يَتَوافدُ الخونةُ ــ الخونةُ الأطهارُ ــ حَمَـلَـةُ الأوسمةِ بأنواعِها، النَخّاسون، والمَعمداناتُ، والفلاسفةُ الـحَقّانِيُّون، والبغايا، وعُشّاقُ العدالةِ والرأفةِ والذبح...
يَتَوافدون تِباعاً وجميعاً.
ولَشَـدَّما سيَحزنون ويُصابون بخيبةِ الأمل
وهم يَقرؤون الشاخصةَ اللئيمةَ الـمُعَلَّقةَ على مدخلِ بيتي:
«حذارِ أنْ يَغلطَ أحدٌ ويَطرقَ هذا الباب!
الجحيمُ في مكانٍ آخَر».
غداً، وإلى أَجلٍ غيرٍ معلوم:
الجميعُ سيعودون إلى مَرابِضِهم القديمةِ
أيتاماً، نَوّاحينَ، مَكسوري الخواطِرِ، وعاطلين عن الجريمةِ والعمل...
يَفركونَ أعيُـنَهم بأَقفِيةِ راحاتِهم ويَتَـحَسَّرون:
«لا بدَّ مِن انتظارِ حروبٍ أُخرى!».
11/1/2017