في نيسان (أبريل) الماضي، تطرّق داوود الشريان في برنامجه «الثامنة» الذي يُعرض على قناة mbc إلى قضية شركة «سعودي أوجيه» (يملكها رئيس الحكومة سعد الحريري) التي أفسلت وأقفلت أبوابها. من المعروف أن الإعلامي السعودي جريء في المواضيع التي يطرحها ضمن سقف محدد لا يتخطى الخطوط الحمر بالنسبة إلى المملكة. إذ سبق أن تطرّق إلى قضايا سعودية إشكالية منها حلقة مؤثرة عن «ضحايا داعش» عُرضت قبل أعوام. في حلقة «سعودي أوجيه»، فتح الشريان النار على الحريري، عارضاً ملفات تتعلّق بالموظفين الذين خسروا عملهم، ولم يحصلوا على تعويضاتهم بعد.
يومها، رفع المقدّم المعروف سقف المواجهة مع الحريري، مُعتبراً أن «ثمة مَن يريد أن يحمي سمعة سعد الحريري»، متسائلاً عن الأسباب التي جعلت الموظفين الفرنسيين يحصلون على مستحقّات أبنائهم رغماً عن إدارة الشركة، بينما لم يتمكّن السعوديون من ذلك؟! أشار الشريان في حلقة «الثامنة» إلى أن «الشركة تحصل على مليارات الريالات من المشاريع في المملكة، ثم لا تسدّد مستحقّات موظفيها السعوديين، موجّهاً اللوم لوزارة العمل لعدم اتخاذها إجراءات عملية وسريعة لمصلحة الموظفين والعمال».

دعويان قضائيتان رفعهما الحريري ضد mbc والشريان

بالتوازي مع عرض الحلقة، انتشر على صفحات السوشيال ميديا، هاشتاغ يحمل اسم #ضحايا_سعودي_اوجيه وتمّ التفاعل معه بشكل ملحوظ، بخاصة أن المصروفين هم من جنسيات عربية متعدّدة. اللافت أنه مع انتهاء الحلقة، أصدرت «سعودي أوجيه» بياناً على تويتر ردّت فيه على «الثامنة»، قائلة بأنّ كلام الشريان «تضمّن الكثير من المغالطات والمزاعم التي تتنافى مع الحقيقة. إن الطريقة التي تناول بها الشريان القضية لن تغيّر من الأمر شيئاً، لأن الأجهزة ما زالت تعمل على بحث ودراسة الأوضاع».
والواقع أنّ الحريري لم يفاجأ ربما بهجوم الشريان، خصوصاً أنّ الأخير تعرّض له بالنقد مراراً في المقالات التي كتبها في جريدة «الحياة» أو في اللقاءات السياسية المُغلقة. لكن بعضهم أدرج الحلقة التلفزيونية الشهيرة ضمن حرب سياسية، معتبرين أنّ الشريان أخذ «الضوء الأحمر» من السعوديين بالهجوم على الحريري. علماً أنّ الشريان يعدّ أحد الإعلاميين المؤثّرين في المجتمع الخليجي. وسرعان ما رفع الحريري دعويين قضائيتين في الرياض بصفته «مواطناً سعودياً»، الأولى على قناة mbc والثانية ضدّ الشريان. كما طالب بتعويضات من الجهتين تبلغ قيمتها 100 مليون ريال سعودي (حوالى 27 مليون دولار أميركي)، على خلفية الحلقة الشهيرة. تلك الدعوى عادت إلى الأضواء قبل أسابيع، إذ بدأ تفعليها في المحاكم السعودية، على أن يبتّ بها قريباً ويصدر الحكم. في اتصال مع «الأخبار»، أوضح الشريان أنه يفضّل «عدم التطرق إلى القضية ويترك مهام الحديث عنها للمسؤولين في قناة mbc». أما المتحدث الإعلامي باسم الشبكة السعودية مازن حايك، فقد رفض إعطاء تفاصيل حول الدعوى، مُكتفياً بالقول: «لا تعلّق mbc على المسائل التي تأخذ منحى قانونياً أو قضائياً!».