رأى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة عليها التصرف كما لو أن النظام الكوري الشمالي «على وشك» الحصول على صاروخ نووي قادر على ضرب أهداف أميركية، كما عليها التأكد من قدرتها على منع ذلك. بومبيو أكد خلال مؤتمر في واشنطن، أول من أمس، أن الرئيس دونالد ترامب مصمّم على منع كوريا الشمالية من بلوغ أهدافها. وقال إن «ترامب يفضّل إعادة كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات عبر الديبلوماسية، أو العقوبات».
وتابع بومبيو أن الكوريين «باتوا قريبين جداً من القدرات التي يجب أن تجعلنا من وجهة نظر سياسية أميركية نتصرف كما لو كانوا على وشك تحقيق هدفهم»، مشيراً إلى أن «المخابرات الأميركية» رصدت في الماضي البرنامج النووي الكوري الشمالي، لكن خبرة بيونغ يانغ الصاروخية «تتطور بسرعة كبيرة».
في المقابل، قالت رئيسة قسم أميركا الشمالية في الخارجية الكورية الشمالية، تسوي سونغ هي، إن البرنامج النووي الكوري الشمالي «مسألة حياة أو موت بالنسبة إلينا». وأضافت في كلمة ألقتها في المؤتمر الدولي لحظر الانتشار النووي المعقود في موسكو، أمس، أن «الوضع الحالي يثبت صحة موقف بيونغ يانغ القاضي بحاجتها إلى امتلاك أسلحة نووية لمواجهة اعتداء محتمل».
تسوي لفتت إلى عدم نية بيونغ يانغ إجراء مفاوضات حول أسلحتها النووية. وقالت إن «أميركا ستضطر إلى قبول الوضع النووي لكوريا الشمالية»، مستدركة: «نحن بحاجة إلى امتلاك الأسلحة النووية من أجل الحفاظ على الاستقرار والأمن في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا».

واشنطن: خبرة بيونغ يانغ الصاروخية تتطور بسرعة كبيرة

كذلك ذكرت أن بيونغ يانغ حققت تقريباً «التوازن» مع واشنطن في القدرات النووية، مشيرة إلى أن الهدف النهائي للأولى يتمثل في «ألا يتجرأ (الأميركيون) على الحديث عن أي أعمال عسكرية ضدها»، ولافتة في الوقت نفسه إلى أن كوريا الشمالية «متمسكة بفكرة عدم انتشار الأسلحة النووية... وأنها لن تسلم أسلحتها النووية إلى دول أخرى».
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن «الأهم الآن هو تجنّب نزاع مسلح في شبه الجزيرة الكورية»، لافتاً إلى أنه «لا بديل من المحادثات». وأضاف خلال المؤتمر نفسه أن «من شأن تطبيق الخطة الروسية الصينية حول كوريا الشمالية خفض التوتر في المنطقة بشكل ملحوظ». وأكد ضرورة مواصلة العمل على إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط»، مشدداً على أن بلاده لن تنضم إلى أي اتفاقيات جديدة لمنع الأسلحة النووية غير معاهدة «منع انتشار الأسلحة النووية».
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الياباني، إيتسونوري أونوديرا، أنه «سيناقش أمر ​كوريا الشمالية​ مع نظيريه الأميركي جون ماتيس، والكوري الجنوبي سونغ يونغ مو، خلال زيارته المقررة للفيليبين غداً (الأحد)، وذلك في إطار اجتماع لوزراء دفاع​ رابطة دول جنوب شرق آسيا. وأكد إيتسونوري ضرورة «حل قضايا ​البرنامج النووي​ وإطلاق ​الصواريخ​ وعمليات الخطف التي تقوم بها كوريا الشمالية عبر الديبلوماسية»، معتبراً أن «​وزارة الدفاع​ تحتاج إلى تأكيد التعاون مع ​الولايات المتحدة​ و​كوريا الجنوبية​ لضمان الاستعداد للتعامل مع الطوارئ».
(الأخبار ، أ ف ب)