خسرت قمة الأسبوع الخامس من الدوري اللبناني لكرة القدم رهانها على فريقي الأنصار والعهد، بعد تعادلهما السلبي نتيجة وأداءً على ملعب المدينة الرياضية في افتتاح الأسبوع، حيث لم ترتقِ المباراة الى مستوى الوسط.
خيّب لاعبو الفريقين الجمهور الذي حضر الى الملعب بأعداد متوسطة والذي تابع المباراة من خلف شاشة التلفاز، فتحوّل نجوم الفريقين الى لاعبي صف ثانٍ، ولم يكن مردود آلاف الدولارات التي صرفت عليهم كما كان متوقعاً.
لاعبون بدوا كأنهم أسماء بلا فاعلية، من خالد تكه جي الى علاء البابا والسنغاليين الحاج ماليك وتالا نداي وفي بعض الفترات عباس عطوي اونيكا في الأنصار، مقابل لاعبين بلا روح وأنانية مستفحلة في الجانب العهداوي مع نجومية اسمية لا فعلية، تبدأ عند القائد أحمد زريق الى مهدي فحص وعلي السعدي والثنائي ابراهيما ديوب وإدريسا كانوتيه وبعدهم محمد حيدر، صدمة العهد الكبرى، وحسن شعيتو.

مباراة ليلية جاءت مملة، وضربت الرقم القياسي في عدد الأخطاء التي ارتكبت، فكان التوقف المتكرر بطل المباراة، وغابت الفرص على المرميين، الى درجة أن الجمهور نسي الحارسين مهدي خليل وحسن مغنية.
لم يكن أحد يتوقع أن تكون إحدى قمم الدوري، والتي تجمع الفريقين الأبرز لإحراز اللقب، بهذا الشكل الهزيل. فكان "الرعب" والتوتر والخوف من الخسارة متحكمين في اللاعبين، فتاهت الكرات وغابت الفنيات رغم تفوّق العهد الذي كان قادراً على الفوز لولا أنانية لاعبيه في الشوط الثاني تحديداً. العهد لم يستحق الفوز كونه كان جيداً، بل لأنه كان أقلّ سوءاً من الأنصار. فلقاء أمس جمع السيّئ والأسوأ، وانتهى سلبياً، تاركاً أكثر من علامة استفهام حول الفريقين بشكل خاص والكرة اللبنانية بشكل عام. فإذا كان "وجه السحارة" على هذا الشكل، فكيف هي الحال في ما بقي منها؟
أمرٌ إيجابيٌ أضاء شمعة في ظلام القمة المخيبة، وهو الإجراءات الأمنية التي اتخذت، والتي نجحت من داخل الملعب الى خارجه في منع حصول أيّ احتكاك. صحيحٌ أن العدد لم يكن كبيراً، وأن عدد عناصر القوى الأمنية كان أكبر من حجم الجمهور على الصعيد النسبي، لكن ما زالت مباراة الفريقين في كاس النخبة حاضرة في الإذهان والتي كادت أن توصل الأمور الى كارثة رغم قلة عدد الجمهور حينها.
فالأنصاريون حضرواً وشجّعوا وخرجوا في بعض الفترات عن النص، لكن الأمور كانت أكثر من جيدة في مدرجات الأخضر. الأمر عينه ينسحب على مدرجات العهد، وإن كان عدد الجمهور أقل، لكن الأهم أن المباراة انتهت على خير.
إيجابية أخرى في اللقاء السلبي، هي الأداء التحكيمي بقيادة الحكم محمد درويش وربيع عميرات وسليم سراج وحسام المقدم، حيث نجح الطاقم التحكيمي في إدارة المباراة بطريقة جدية، معززين الثقة بالحكم اللبناني ومثبتين أنهم قادرون على قيادة أي مباراة مهما كان حجمها أفضل من الحكم الأجنبي، بشرط أن تتوافر الأمور المساعدة.
ورغم الاعتراضات التي أصبحت سيمفونية معروفة من قبل بعض الأطراف، إلا أن الأداء التحكيمي كان جيداً تحت نظر المدير الفني الجديد للحكام، الدنماركي يورن ويست لارسن الذي كان راضياً عن الأداء.
ويستكمل الأسبوع الخامس اليوم، فيلعب الراسينغ الحادي عشر بثلاث نقاط مع النبي شيت الثاني بسبع نقاط عند الساعة 15.30 على ملعب بحمدون. ويلعب في المرداشية السلام زغرتا العاشر بأربع نقاط مع ضيفه الشباب العربي التاسع بفارق الأهداف عند الساعة 16.00. ويلعب غداً الإخاء الأهلي عاليه السابع بخمس نقاط مع ضيفه الإصلاح البرج الشمالي الأخير بنقطتين على ملعب بحمدون عند الساعة 15.30، والتضامن صور الثامن بأربع نقاط مع طرابلس الخامس بسبع نقاط على ملعب صور في التوقيت عينه.
وينتهي الأسبوع بلقاء النجمة الرابع والصفاء الثاني بسبع نقاط لكل منهما عند الساعة 16.00 على ملعب صيدا.