يتصدّر هاشتاغ #TelAvivLovesBeirut (تل أبيب تحب بيروت) قائمة الترندات على تويتر. قد يبدو الأمر صادماً ومستغرباً في البداية، غير أنّ قصّة انتشاره مثيرة للاهتمام حقاً، وكذلك الأمر بالنسبة للطريقة التي قرّر مغرّدون لبنانيون استثماره من خلالها. فغالبية التويتات المنشورة ساخرة من هذا الوسم، وتستغله لتسليط الضوء على جرائم واعتداءات العدو الصهيوني المستمرة على لبنان.
بدأت القصة قبل أيّام عندما نشرت مجلة «فوربس» الأميركية مقالاً في 22 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي بعنوان Some Worldwide Surprises: Eight Trending International Destinations For Fall/Winter Travel (بعض المفاجآت العالمية: ثماني وجهات مفضلة للسفر في الخريف والشتاء)، جمع بين بيروت وتل أبيب. شارك المظلي الإسرائيلي مارك ليبوفيتش الذي تحوّل إلى مستثمر بارز، النص وذكر حساب @BeirutCityGuide التابع لموقع beirut.com الذي يقدّم معلومات عن العاصمة اللبنانية وأبرز الأنشطة والأماكن فيها والحساب الرسمي للسياحة في تل أبيب (@TelAviv). في مقابل احتفال الأخير بالنبأ، سارع @BeirutCityGuide إلى تسجيل اعتراضه، متوجّهاً إلى ليبوفيتش في سؤال: «أيمكن استبعادنا من هذا الموضوع؟».
هنا، دخل الموساد على الخط عبر تغريدة مفادها: «أيّها العملاء! مهمّتكم استخدام هاشتاغ #TelAvivLovesBeirut»، لتكرّ سبحة التعليقات التي أغرقت موقع التواصل الإجتماعي الشهير.
هكذا، برزت الصور والفيديوات التي نشرها الإسرائيليون لإظهار «الحب» و«الوئام» الجامع بينهم وبين اللبنانييين (منها السيلفي التي جمعت مكلة جمال لبنان السابقة سالي جريج بملكة جمال «إسرائيل» يومها أثناء مسابقة ملكة جمال الكون)، فيما كان لافتاً انضمام المتحدّث السابق باسم جيش العدو ورئيس السوشال ميديا بيتر ليرنر إلى هذه الحملة، قبل أن تنشر صحيفة «هآرتس» مقالاً عن الموضوع مستعرضة أهم البوستات «العاطفية» التي ردّت على تصرّف @BeirutCityGuide «الطفولي وغير الناضج»!


في المقابل، قرّر الكثير من اللبنانيين الانخراط في هذه الحملة لكن لإثبات وجهة نظرهم والتأكيد على أنّ «إسرائيل» عدّو بالدرجة الأولى، ولا يمكن لتل أبيب أن تحب بيروت أو العكس.
هنا نشرت مغرّدة لبنانية صورة للأطفال الإسرائيليين وهم يكتبون على الصواريخ التي استهدفت اللبنانيين في حرب تموز 2006 مع تعليق «سنريكم هذا النوع من الحب قريباً»، فضلاً عن انتشار مجموعة كبيرة من صور الشهداء والدمار الذي خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية في لبنان على مدى عقود. حساب آخر قال: «#TelAvivLovesBeirut . أوّلاً، نحن لا نحبّكم. ثانياً، لقد قتلتمونا، وقصفتمونا، وعذّبتمونا، واحتلّيتم أرضنا. ثالثاً، لستم دولة حقيقية ولن تصبحوا أبداً».
من جهتها، كتبت الصحافية الأميركية ألكساندرا تالتي المقيمة في لبنان: «إذا كانت تل أبيب تحب لبنان، لماذا لا تطلبون من الجيش وقف طلعاته الجويّة غير القانونية في الأجواء اللبنانية، وقد حصلت أكثر من 500 مرّة هذا العام؟».