القاهرة | بعد أيام على الهجوم الدامي الذي شهدته منطقة الواحات، نفذت قوات مشتركة من الجيش والشرطة عملية في عمق الصحراء الغربية، وذلك ضمن حملات ملاحقة مرتكبي «المجزرة» بحق الأمن الذي وقع في كمين آنذاك. العملية، التي استمرت أكثر من ست ساعات ورافقها غطاء جوي، أدّت في النهاية إلى تحرير الضابط محمد الحايس الذي اختُطف وقت الكمين.وفق مصادر مطّلعة، بلغ عدد المضبوطين في العملية أكثر من ستة أشخاص، فيما تجري ملاحقات في المنطقة تستهدف مجموعة أخرى يبدو أنها في منطقة قريبة وكانت تشارك في العملية، وسط تأكيدات بتكليفات عسكرية واضحة باستمرار العمليات في الصحراء الغربية حتى القضاء على جميع المسلحين، إضافة إلى تدمير السيارات التي تحمل أسلحة ودخلت عبر الحدود الليبية.

عملية أمس، التي شارك فيها 12 ضابطاً من القوات الخاصة، هي رابع تحرّك مشترك بين الجيش والشرطة منذ «هجوم الواحات». ورغم قلة البيانات الرسمية (التي تصدر عن الجيش فقط من دون أي توضيحات من وزارة الداخلية)، فإن التحرك الأبرز جاء أمس بعد تحديد مكان الضابط المختطف بدقة وإنقاذه، إذ أجبر المسلحون على إطلاق سراحه تحت وقع الاستهداف الناري المكثف لمواقعهم ومحاصرتهم على مدار الأيام الماضية.
ونقل محمد الحايس، وهو ضابط في قسم «شرطة أكتوبر»، إلى المستشفى لتلقّي العلاج، إذ يعاني جراء طلق ناري في قدمه، فيما بدأ بتوضيح بعض المعلومات عن مدة احتجازه وطبيعة الاتصالات التي سمعها من مختطفيه، بالإضافة إلى شهادة حول ما حدث خلال الكمين باعتباره آخر الضباط الذين تحركوا من الموقع مع المسلحين.

عُرضت خطة الهجوم على السيسي ووُفّرت لها معدات حديثة

وفق مصادر أمنية، اعتمدت خطة التحرك التي نفذها الجيش والشرطة على محاصرة جميع الطرق والمداخل الجبلية والاستعانة بآليات ثقيلة ومعدات عسكرية حديثة، من بينها المدرعة «فهد»، للتحرك في العمق الصحراوي مع توفير غطاء جوي، كما اعتمد على تضييق النطاق في القطاع الذي وقعت فيه «عملية الواحات» وتحديد أقصى نقطة يمكن أن يكون قد فرّ إليها المسلحون ومراقبة جميع النقاط، وكذلك تزويد القوات بجميع المعلومات الممكنة وإرسال فرق لديها القدرة على التعامل في هذا النوع من المعارك، إذ تلقّت تلك الفرق تدريبات مكثفة فيها.
تضيف المصادر أن الحصيلة الأولية تدمير ثلاث سيارات دفع رباعي خلال العملية، فيما تعمل القوات الجوية على تمشيط المنطقة. ووفق مصدر مطلع في الداخلية، عرضت الخطة على الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاجتماع الأخير، وسُخّرت لها «جميع الإمكانات اللازمة بمساعدة من المخابرات الحربية التي لعبت دوراً رئيسياً في العمليات».
وترجّح مصادر أمنية أن تكون الفيديوات التي تظهر مشاهد من «عملية الواحات» (أعلنت المجموعة المسلحة أنها في حوزتها) قد دُمّرت أمس، أو أنها ضمن المضبوطات التي تم العثور عليها ويجري البحث فيها. وأعطت الجهات الأمنية توجيهات بسرعة التحقيق مع المضبوطين من أجل معرفة مصير تلك الفيديوات وهل خرجت عن طريق آخرين.