العودة بالذاكرة الى نفس الفترة التي يمرّ بها الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم حالياً، وامتداداً الى شهر كانون الأول المقبل، تظهر أرسنال فريقاً جيّداً وقادراً على مجاراة الكبار ومزاحمتهم في الطريق الى منصة التتويج. لكن مباراة واحدة في تلك الفترة قضت على «مدفعجية» لندن وعطّلتهم تماماً، وهي عندما حضروا الى «استاد الاتحاد» لمواجهة مانشستر سيتي الذي لم يكن وقتذاك أفضل حالاً مما هو عليه هذا الموسم، لكنه رغم ذلك تمكن من قلب تأخره الى فوزٍ 2-1.
في تلك اللحظة، اقتنع الكل ومنهم كل من يرتبط بأرسنال بأن الأخير لا يملك شخصية البطل أو الفريق القادر على الذهاب نحو النهاية في طموحاته، فكانت بعدها نهاية موسم كارثية لم يرتقِ فيها الفريق اللندني الى مصاف تلك الفرق التي تلعب دائماً على المراكز المتقدمة أو تلك المؤهلة مباشرة الى المسابقة القارية الأهم.
غداً، ومع الزيارة الجديدة التي سيقوم بها المدرب الفرنسي أرسين فينغر ورجاله لملعب السيتي، يعود مشهد الموسم الماضي ليطل من جديد وأكثر من أي وقت مضى، إذ يكفي أن «الغانرز» يقفون الآن على مسافة 9 نقاط من مضيفهم المتصدر، ما يعني أن خسارتهم ستضعهم على بعد 12 نقطة من «السيتيزنس» ليصبح مستحيلاً تذويب الفارق مع فريق الإسباني جوسيب غوارديولا الذي بدا لا يقهر حتى الآن، فهو الوحيد الذي لم يتلقّ أي خسارة في البطولة الإنكليزية بعد مرور 10 مراحل، محققاً 9 انتصارات مقابل تعادل واحد.

خسارة أرسنال أمام مانشستر سيتي ستعني تبخّر أي أمل للمنافسة على اللقب


نظرة سريعة على أرسنال الموسم الماضي ونظيره الخاص بالموسم الحالي، تترك انطباعاً واحداً، وهو أن هذا الفريق أضعف بكثير في هذه الأيام، فإذا كان فينغر قادراً على وضع حسابات معيّنة بأبرز نجومه المفترض أن يصنعوا الفارق في المواجهات الكبيرة كتلك التي ستجمعهم بالسيتي، فإن الأمر مختلف تماماً حالياً، ولو أن نجوم الفريق مثل الألماني مسعود أوزيل والتشيلياني أليكسيس سانشيز لم يكونوا على الموعد عند الحاجة إليهم في أهم النزالات خلال الموسم الماضي، وهو أمر ينطبق عليهم حالياً لا بل إن الوضع أسوأ كون الدافع لم يعد موجوداً بالنسبة إليهم لتقديم كل شيء على أرض الملعب، وهما اللذان يرصدان الخروج من باب «استاد الإمارات» إما في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة أو عند انتهاء عقديهما في صيف 2018.
ويمكن عرض الكثير من الأمثلة حول هذا الموضوع، منها الأنانية التي تطغى على أدائهما، وخصوصاً سانشيز الذي حتى لم يبقَ مع الفريق على أرض الملعب لتحية الجمهور عقب اللقاء مع سوانسي سيتي، بل سارع الى دخول غرف الملابس في مشهدٍ يؤكد أن ولاءه لم يعد موجوداً وفكره أصبح في مكانٍ آخر تماماً، وربما في «استاد الاتحاد» حيث كان مطلوباً بقوة من مانشستر سيتي في الصيف الماضي.
والأسوأ بالنسبة الى أرسنال لكي يظهر بصورة أكثر ضعفاً من الموسم الماضي، هو أن مانشستر سيتي يسير في خطٍ تصاعدي مخيف، حيث دأب على سحق خصومه محلياً وأوروبياً، مقدّماً كرة هي الأجمل في أوروبا، التي باتت فرقها الكبرى تخشاه وتخشى دهاء مدربه غوارديولا الذي بلا شك يملك أفكاراً خلاقة أكثر بكثير من فينغر الذي لا يمكنه الفوز عليه في أي مواجهة ذهنية، إلا إذا كان للاعبيه رأي آخر وانتصروا لأنفسهم أولاً قبل مدربهم ليتفادوا خسارة مهينة وقاضية في الوقت نفسه.
هي ستكون قاضية بطبيعة الحال لفينغر الذي، بفضل قيادته الفريق الى الفوز بكأس إنكلترا، كان قد أخمد نار الثورة التي اندلعت ضده، لكن أي سقطة في زيارته غداً لمانشستر، ستفضح موسم «الغانرز» حتى قبل انتصافه ولتعود عبارة «فينغر اُخرُج» لتزيّن الكثير من أقسام المدرجات في «استاد الإمارات» الذي فقد أصلاً الإيمان بفريقه منذ زمنٍ طويل.




برنامج بطولتي إنكلترا وإيطاليا

إنكلترا (المرحلة 11)

- السبت:
ستوك سيتي - ليستر سيتي (14,30)
هادرسفيلد - وست برومويتش ألبيون (17,00)
سوانسي سيتي - برايتون (17,00)
نيوكاسل - بورنموث (17,00)
ساوثمبتون - بيرنلي (17,00)
وست هام - ليفربول (19,30)

- الأحد:
توتنهام هوتسبر - كريستال بالاس (14,00)
مانشستر سيتي - أرسنال (16,15)
تشلسي - مانشستر يونايتد (18,30)
إفرتون - واتفورد (18,30)

إيطاليا (المرحلة 12)

- السبت:
بولونيا - كروتوني (19,00)
جنوى - سمبدوريا (21,45)

- الأحد:
إنتر ميلانو - تورينو (13,30)
فيورنتينا - روما (16,00)
كييفو - نابولي (16,00)
كالياري - فيرونا (16,00)
يوفنتوس - بينيفينتو (16,00)
لاتسيو - أودينيزي (16,00)
أتالانتا - سبال (19,00)
ساسوولو - ميلان (21,45)