وأما عن أسباب الحملة، فبحسب المصدر، فإن نجل الملك فوجئ بوجود معارضة غير متوقعة لاعتلائه العرش. وقد قرّر محمد بن سلمان اتخاذ إجراءات ضد أفراد من الأسرة «عندما أدرك أن هناك من أقاربه من يعارض تنصيبه ملكاً أكثر ممّا كان يظن». ويؤكد المصدر أن مضمون رسالة ابن سلمان هو أن «على المترددين في تأييدهم أن يحذروا... الفكرة كلها وراء حملة مكافحة الفساد كانت تستهدف العائلة. أما الباقون فكانوا لتزيين الموقف».
ونقلت «رويترز» عن مصدر مطّلع قوله إن محمد بن سلمان كان يعرف أن بعض الأمراء أصحاب النفوذ، ومنهم متعب، مستاؤون من صعوده. وكان متعب بن عبدالله في منزله الريفي في الرياض، حين وجّهت إليه دعوة للاجتماع بمحمد بن سلمان، وهو ما لا يثير الشكوك بالنظر إلى المنصب الذي كان يشغله وزير «الحرس الوطني» السابق. وأضاف مصدر آخر «له صلات ببعض المحتجزين»، وفق «رويترز»، أن متعب «ذهب إلى الاجتماع ولم يعد بعدها»، وهو الآن من بين المحتجزين في فندق «ريتز كارلتون».
ذهب الأمير متعب
إلى الاجتماع
مع ابن سلمان
ولم يعد بعدها
وكان الكاتب البريطاني ديفيد هيرست قد نقل عن مصادر في الديوان الملكي السعودي أن حملة ابن سلمان تتّسع يوماً بعد يوم، ونطاقها يتجاوز بكثير عدد المعتقلين الذين أقرّت بهم السلطات، وقد وصل الرقم إلى 500 محتجز، وحوالى ألف شخص موضوعون في دائرة الاشتباه، وهم الآن قيد التحقيق والاستجواب. وقال هيرست إن بعض الأمراء والشخصيات الرفيعة من الموقوفين تعرضوا لـ«ممارسات وحشية»، عانوا على إثرها من جروح مختلفة، ونقل بعضهم بسببها إلى المستشفى، وقد جرى تعذيب البعض للإفصاح عن أرقام حساباتهم المصرفية.
وتردّد، أمس، أن فندق «كورتيارد باي ماريوت»، الواقع في الحي الدبلوماسي في الرياض، جرى حجزه والاعتذار من نزلائه على طريقة الـ«ريتز»، في مؤشر على اقتراب «المرحلة الثانية» التي لمّحت إليها النيابة العامة السعودية أول من أمس، ما يعني أن أعداد المحتجزين مرشحة للارتفاع وأن الأزمة لن تنتهي في القريب العاجل. ولم تتضح حتى الآن هوية الذين أفرج عنهم في الساعات الأخيرة، في ظل تضارب في المعلومات عمّا إذا كانت الحملة طاولت رئيس جهاز الاستخبارات السابق الأمير بندر بن سلطان.
(الأخبار، رويترز)