ينهي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، في الدوحة، جولة استمرت ثلاثة أيام بدأها في موسكو والكويت، وجاءت في فترة تمر فيها منطقة الخليج بتطورات مهمة، وتحاول فيها تركيا تحديد مسار سياساتها تجاه تلك الأزمات. وفيما كانت زيارة موسكو متركزة على الأزمة السورية، جاء لقاء أردوغان بأمير الكويت صباح الصباح، أمس، اقتصادياً بامتياز، فيما من المفترض أن تكون الأزمة الخليجية أحد أبرز بنود اجتماعاته في قطر اليوم.
ووقّعت أنقرة والكويت اتفاقيات تعاون في مجالات الرياضة والاقتصاد والأبحاث العلمية وتنويع وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين. وقبيل التوقيع على الاتفاقيات، عقد أمير الكويت وأردوغان جلسة مباحثات تناولت «أبرز القضايا في المنطقة وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية»، وفق بيان كويتي رسمي. وأضاف البيان أن رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي، الفريق الركن محمد الخضر، بحث مع رئيس أركان القوات المسلحة التركي، الفريق أول خلوصي آكار، «الجوانب العسكرية وسبل تطويرها وتعزيزها بين البلدين».
وكان الرئيس التركي قد قال في مؤتمر صحافي، قبيل مغادرته تركيا، إن زيارته للكويت تهدف إلى تحسين العلاقات الثنائية، خصوصاً أن العام الحالي كان إيجابياً على هذا الصعيد. وزار الرئيس التركي الكويت ثلاث مرات هذا العام، كانت إحداها في ظل الأزمة الدبلوماسية الحادة بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ثانية، التي بدأت الصيف الماضي. وفيما اتخذت تركيا موقفاً إلى جانب قطر، تقود الكويت وساطة بين هذه الدول لحل الخلاف المتواصل منذ أكثر من خمسة أشهر. وكانت الدول الأربع قد قطعت علاقاتها مع قطر في حزيران وفرضت عقوبات عليها، متهمة إياها بدعم «الإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة. وتقدمت الدول المقاطعة بشروط لرفع العقوبات، بينها إغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر. في المقابل، دعا أردوغان، «الحليف القوي» لقطر، إلى رفع العقوبات من دون قيد أو شرط.

تعاني تركيا من تشابك في سياستها الخارجية على مستويات مختلفة


بشكل عام، فإن تركيا تعاني من تشابك في سياستها الخارجية على مستويات مختلفة، وخصوصاً على مستوى الخليج، إذ يرى الصحافي التركي جنكيز جاندار، في مقال أمس، إنه كان بإمكان تركيا «الحفاظ على الحيادية» في الأزمة الخليجية مع قطر، لتتمكن من ممارسة ثقلها الإقليمي عندما يكون ذلك مناسباً. إلا أنها بموقفها إلى جانب قطر «حرمت نفسها من لعب دور في التطورات التي جعلت من السعودية والإمارات ومصر تتحالف ضد قطر». وتابع الكاتب أنه مع تقوية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مهندس سياسة السعودية القائمة على معادلة «ضد قطر وضد إيران»، قبضته، تجد تركيا نفسها في علاقة «غريبة» مع قطر وإيران ضد «محور سنّي» يدعمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتشكل قطر، التي وصل إليها أردوغان مساء أمس، المحطة الأخيرة في جولته، حيث سيشارك في اجتماع الدورة الثالثة لـ«لجنة الاستراتيجية العليا بين دولة قطر والجمهورية التركية»، اليوم، في الديوان الأميري في العاصمة الدوحة، إلى جانب أمير قطر تميم آل ثاني. ومن المقرر أن يبحث الرئيس التركي وأمير قطر سبل تعزيز التعاون الثنائي الاستراتيجي بين البلدين. وتشمل الزيارة أيضاً توقيع 10 اتفاقات تعاون اقتصادية وثقافية. ويرافق أردوغان في الزيارة رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)