الأشرطة الوثائقية التي تتناول عالم الموسيقى، انحصرت في الأيام الأخيرة من «مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية». الباقة التي اختارها المنظمون في هذه الفئة، ضمّت أم كلثوم، وفرقة الـ «بيتلز»، والموسيقى الكلاسيكية التي استهلها وثائقي «بلاسيدو دومينغو، الرجل ذو الألف حياة» أمس الأربعاء، وهو من توقيع الفرنسي الألماني أندي زومر (Andy Sommer) الذي في رصيده عشرات الأعمال بين وثائقيات (معظمها يتناول الموسيقى الكلاسيكية)، وإخراج أعمال أوبرالية وغيرها.
اليوم، عَرضٌ لـ «أم كلثوم ــ صوت القاهرة» (للفرنسي كزافييه فيلتار) الذي يمكن مشاهدته أيضاً يوم الأحد المقبل في عرض ثانٍ، وكذلك عرضٌ لـ «البيتلز ــ ثمانية أيام في الأسبوع» (للأميركي رون هاورد). أما غداً وبعد غدٍ، فموعدان مهمّان لمحبي الموسيقى الكلاسيكية، وبالأخص آلة البيانو بحالتَين مختلفتَين. غداً الجمعة، يشهد المهرجان عرض لوثائقي قديم نسبياً (2012) بعنوان «على طريقة لابيك» (The Labèque Way) للإسباني فيليكس كابيز الذي يضيء على تجربة مميّزة وشهيرة في عالم البيانو، بطلتاها الشقيقتان كاتيا (1950) ومارييل (1952) لابيك. هذا الثنائي الفرنسي هو الأشهر في الموسيقى الكلاسيكية الغربية، إلى جانب الثنائي الألماني الذي يجمع الأخوَين كونتارسكي، ألويز (رحل الصيف الماضي) وألفونس (رحل عام 2010). الشقيقتان اللتان يتناولهما الوثائقي خاضتا تجارب موسيقية عدة، انطلقت من الريبرتوار الكلاسيكي، أي أعمال مكتوبة لعازفَي بيانو وآلة واحدة أو لآلتَي بيانو، لكنّها تعدّته لتطال أنماط أخرى، أكثر شعبية ربّما، مثل الفلامنكو. السبت المقبل، نشاهد الوثائقي الموسيقي الأخير على برنامج «مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية»، وهو شريط لا يخلو من السياسة ويحمل عنوان «كيف هزم باخ ماو؟» (How Bach defeated Mao) الذي يتناول مسيرة واحدة من رواد العزف على البيانو في الصين، المرأة التي عشقت باخ فوق كل شيء، تشو كزياو ماي (الصورة). هذه العازفة هي من أشهر سيدّات البيانو الكلاسيكي في العالم اليوم، ولولا النجومية الفائقة لمواطنها لانغ لانغ (وبعده زميله يوندي لي)، لكانت أولى في بلادها لناحية الشهرة، إذ سجلت العديد من أعمال باخ ولاقى أداءها ترحيباً من النقاد. الوثائقي (إخراج الألماني بول سماتشني) كما يوحي عنوانه بوضوح، يحكي معاناة العازفة الصينية وأمثالها (من جيلها) نتيجة «الثورة الثقافية» الشهيرة التي أطلقها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ أواسط ستينيات من القرن الماضي.

*«مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية»: حتى 25 تشرين الثاني (نوفمبر) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل». للاستعلام: 01/204984