يختتم الأسبوع الثامن من الدوري اللبناني لكرة القدم غداً بلقاء النجمة وضيفه السلام زغرتا الساعة 16.00 على ملعب المدينة الرياضية. مباراة ليست عادية، فهي ستشهد عودة جمهور النجمة الى المدرجات من المكان الذي حضر فيه للمرة الأخيرة قبل أن يتم إيقافه لأربع مباريات متتالية إثر الإشكالات التي شهدتها مباراة الفريق مع الأنصار في الأسبوع الثالث. 45 يوماً غاب فيها جمهور النجمة، فكان الفريق يلعب من دون روح وكأنه يحاول الطيران بأجنحة مكسورة.
صحيح أن النجمة فاز في ثلاث مباريات من أصل أربع، وخسر الأهم مع الصفاء، لكن الجميع شاهد الحالة الفنية المزرية للفريق وغياب الروح عن لاعبيه، رغم حصد النقاط. قد يقول البعض إن المشكلة ليست بغياب الجمهور، بل في مكان آخر، لكن لا شك في أن الحضور الجماهيري، وخصوصاً لدى جمهور بحجم جمهور النجمة، يلعب دوراً في تحفيز اللاعبين من جهة، أو وضعهم أمام مسؤولياتهم الفنية خوفاً من غضب الجمهور من جهة أخرى.
مرّ شهر ونصف شهر، وكان من المفترض أن يكون المسؤولون في النجمة قد أعلنوا حالة طوارئ لمعالجة المشكلات التي يعانيها النادي جماهيرياً وتفعيل مكتب الجمهور الرئيسي ومكاتب الفروع في المحافظات والمناطق. لكن ما حدث بعد ستة أسابيع على إيقاف الجمهور هو ما يشبه "طبخة بحص". فبعد عدة اجتماعات، واستقالة رئيس مكتب الجمهور محمد الربعة، بدأ طرح أسماء لا تمثّل القاعدة الرئيسية للجمهور، بقدر ما تخدم مصالح سواء بيروتية أو شخصية وقد تكون انتخابية.
فحين تتحدث عن جمهور النجمة، لا يمكن إغفال أسماء مثل علي كرنيب وحسين حمود الملقب بـ"سنسون" ومحمد طالب "أبو عبدالله" الذين هم على تماس مباشر مع جمهور النجمة في منطقة الضاحية الجنوبية، وكذلك الأمر بالنسبة لعلي ملك ونضال بزّي، أو أسماء كحسن فنيش وحسن قرعوني في الجنوب، وهيثم التنير في بيروت الذي كان له دور كبير في المرحلة الماضية جماهيرياً، وخصوصاً على صعيد التقديمات والمساعدات.
الأسم الأبرز المطروح لرئاسة المكتب هو زياد عيتاني، بدعم مباشر من الرئيس أسعد السقال وعبر تنسيق من أمين السر المساعد السابق في النادي أحمد قبرصلي الذي يتابع الموضوع. الأخير خدم سنوات طويلة في النادي، لكن خروجه لم يكن كما يتمناه كثيرون مع وجود دعاوى بينه وبين النادي. وهناك أكثر من رأي في النادي يتحفّظ على تسليم عيتاني رئاسة مكتب الجمهور الرئيسي، رغم حيثيته الجماهيرية. هذا لا يعني أن عيتاني يجب أن يكون خارج التشكيلة، فوجوده مساعد وله إيجابياته. لكن هناك أسماء لا يجب أن تغيب عن مكتب الجمهور لها حيثيتها إذا أراد القيمون على النادي تشكيل مكتب يأتي من رحم المدرجات وقادر على ضبطها وتنظيم الأمور فيها.
أمس، جرى تداول أسماء قد تكون ضمن مكتب الجمهور، أسماء جميعها من لون طائفي واحد، وبعضهم جرى استبعادهم سابقاً على خلفية علاقتهم بالأمين العام السابق للنادي عبد اللطيف فرشوخ وما رافق تلك الفترة من تراجع على صعيد جمهور النجمة، قبل أن يتم التحرك في حركة تصحيحية لمعالجة الأمور.
لكن الأمور لم تحسم بعد في النادي على صعيد المكتب، ذلك أن هناك تحركات من بعض الأطراف لمعالجة الأمور سريعاً والعمل على تشكيل مكتب جمهور رئيسي ومكاتب في المناطق يمثلون جمهور النجمة تمثيلاً صحيحاً ويكون لهم الدور الفاعل لمعالجة المشكلات على المدرجات.