واشنطن | كشف مسؤولون عسكريون أميركيون أن وزارة الدفاع (البنتاغون) زادت عدد قواتها العسكرية في الصومال إلى أكثر من الضعف هذا العام، ليصل المجموع إلى 500 فرد، معظمهم من قوات العمليات الخاصة التي تعمل لتقديم المشورة إلى القوات المحلية في المناطق التي تُعَدّ ملاذاً للجماعات المسلحة.
وتتزامن زيادة عدد القوات الأميركية في الصومال مع زيادة التدخل الأميركي العسكري في منطقة الصحراء والساحل الأفريقي التي يقول المسؤولون إنها تفتقر أيضاً إلى الدعم. كذلك أكد المتحدث باسم القيادة الأميركية لأفريقيا (أفريكوم)، روبين ماك، أن الوجود الأميركي ازداد من نحو 200 جندي إلى أكثر من 500 هذا العام، وأضيف مقران عسكريان جديدان.
والقوات الأميركية الحالية في الصومال هي الأكبر منذ معركة عام 1993 التي عرفت باسم «سقوط مروحيات بلاك هوك» التي أدت إلى مقتل 18 جندياً أميركياً وسحلهم في شوارع العاصمة مقديشو. وأيضاً هي مثال آخر على كيفية توسع عمليات البنتاغون في أفريقيا مع منح القادة الميدانيين في تلك البلاد سلطة أكبر.
يُذكر أن هذا القرار يأتي بعد مقتل أربعة جنود أميركيين في كمين نصب في النيجر الشهر الماضي، وكذلك في الوقت الذي تتراجع فيه بعثة حفظ السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي عن دورها، وهو ما يضع المزيد من الضغوط على قوات الأمن الصومالية الوليدة لمواجهة «حركة الشباب»، المتحالفة مع تنظيم «القاعدة»، إذ لها دور شبه حكومي في أجزاء كبيرة من البلاد.
وقال مسؤولون إن هذا التحول في التعاطي الأميركي مع الساحة الأفريقية يرجع إلى تغيير كبير في الاستراتيجية من الاعتماد الأساسي على الضربات الموجهة ضد الجماعات المسلحة، إلى تقديم المشورة والدعم للقوات الصومالية. وقال العميد المتقاعد دون بولدوك، الذي قاد قوات العمليات الخاصة الأميركية في أفريقيا حتى حزيران الماضي: «كان علينا أن نضع فرقاً صغيرة على الأرض للمشاركة مع الحكومة الصومالية بطريقة إقليمية». وأضاف في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو» الأميركية: «لقد غيرنا استراتيجيتنا ونهجنا العملياتي؛ هذا هو السبب في زيادة عدد القوات».
ووفق المعلومات، سيشمل التوسيع العملياتي الأميركي نشر أفراد من «القبعات الخضراء» وقوات البحرية الخاصة في مواقع بعيدة لاستهداف «حركة الشباب»، إضافة إلى مجموعة من المسلحين في بونتلاند، شمالي الصومال، حيث أعلن مسلحون ولاءهم لتنظيم «داعش». وهنا عقّب بولدوك: «لقد كانت بونتلاند هي المثال الذي استخدمناه، وقد قلنا إنه يمكننا أن نفعل ذلك في المجالات الأخرى».

يوجد 6 آلاف جندي أميركي في أفريقيا موزعين على 53 دولة

وفي خطوة لم يبلغ عنها من قبل، نُشرت وحدة مقر القوات البحرية الخاصة في مقديشو من ألمانيا لتنسيق فرق المستشارين المنتشرة في أنحاء البلد.
وسابقاً، كان ثمة وجود لبعثة عسكرية أميركية تعمل في منطقة الساحل في غرب أفريقيا الوسطى وشمالها، مقتصرة على أدوار استشارية في أنحاء القارة السمراء، لكنها كانت تفتقر إلى مستوى الدعم الذي تتلقاه القوات في أفغانستان والعراق وسوريا.
ووفق إفادة رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد، في الشهر الماضي، فإن «هناك 6 آلاف جندي أميركي في أفريقيا موزعين على 53 دولة»، فيما تتركز غالبيتهم في النيجر ومعسكر «ليمونييه» في جيبوتي.
كذلك، قالت المتحدثة باسم «أفريكوم»، سمانثا ريهو، إننا «نحافظ على 15 موقعاً ثابتاً (موقعان للمهمات العملياتية و13 موقعاً أمنياً تعاونياً)» في مدن القارة. وعزا الجنرال توماس والدوسر، وهو قائد «افريكوم»، افتقارهم إلى الدعم بسبب عدم تخصيص ميزانية لهم، كما سبق أن أشار في بيانٍ أمام الكونغرس إلى أن «الشركاء الأفارقة يفتقرون إلى القدرة والإمكانية للمساعدة في المهمات الخاصة بإنقاذ أفراد البعثات الأميركية».
ومن المنظمات التي تعمل واشنطن على محاربتها، كما تقول، «داعش» في الصحراء الكبرى، المتهمة بأنها وراء كمين النيجر، فيما تتوزع في غرب أفريقيا مجموعات مختلفة، من بينها «بوكو حرام» و«نصرة الإسلام والمسلمين»، و«الشباب»، و«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».