اتخذ القائمون على «دار الحياة» السعودية قراراً نهائياً بإقفال مكتبها في بيروت في الثلاثين من حزيران (يونيو) المقبل، علماً أنّه يتألف من صحيفة «الحياة» ومجلة «لها». ذلك التاريخ سيكون الحدّ الفاصل لعمل الدار التي تأسست عام 1988 من لندن مع إعادة صدور صحيفة «الحياة». ثم انتقلت إلى بيروت عام 2000، لتبدأ مرحلة جديدة من البناء والتوسّع بانضمام مجلة «لها» إلى «الحياة» ومجلة «الوسط» التي أقفلت منذ أكثر من عقد (1994/2004).
وكان من المقرر أن تنفّذ خطوة الإغلاق قبل ذلك، وفي كل مرة كانت تؤجّل أو يغضّ الطرف عنها لفترة زمنية ريثما تتضح الصورة المالية في الدار. لكن تدهور العلاقات السياسية بين الرياض وبيروت في الفترة الأخيرة، أدّى إلى تحديد موعد الاقفال. تحت شعار «إعادة تموضع الدار لا إقفالها»، قرّر القائمون على الدار نقل المكاتب من بيروت إلى دبي. وتماشياً مع مبدأ تعزيز المدينة الاماراتية واعتبارها المركز الأساسي للإعلام، سيتمّ دعم المكاتب هناك لنشر وكتابة جميع المواضيع المتعلّقة بالموقع الالكتروني والعدد الورقي للمجلة والجريدة اليومية. لكن لماذا حزيران هو موعد الاقفال؟ اتخذت إدارة الدار قرار الإغلاق بعد اجتماع عقد في السعودية أخيراً، وتقرّر بموجبه تجميد مكتب بيروت نهائياً، وبدأت بالفعل التحضيرات لوضع خطط النقلة من الناحية اللوجستية التي تتعلّق بالموظفين، ومن الناحية المادية أيضاً. مع العلم أن مكتب جريدة «الحياة» في لندن سيقفل أبوابه الشهر المقبل، وهذا أيضاً من جملة القرارات الأخيرة التي تمّ الاتفاق عليها، ليكون الاستغناء عن بيروت ولندن تباعاً وخطوة تلو الأخرى. بعد إقفال مكتب بيروت، تبدأ إدارة الدار بالتركيز على دبي، إذ انطلقت ورشة التحضيرات لتوسيع المكاتب هناك منذ أشهر عدّة. ووضعت مخطّطات لاستقبال المزيد من الموظفين في حال وافق بعض الموظفين اللبنانيين على الانتقال للعمل هناك. مع العلم أن الخطوة الأخيرة مستبعدة في ظلّ ارتفاع كلفة المعيشة في الامارات مقارنة بلبنان. لكن ماذا سيحلّ بمجلة «لها»؟ لا يمكن فصل الوضع في صحيفة «الحياة» عن الحالة التي تمرّ بها «لها»، فالمؤسستان مرتبطان ببعضهما من جميع النواحي، خصوصاً المادية. مع العلم أن «لها» بعددها الورقي والالكتروني، تعدّ من أكثر المجلات قراءة ومتابعة (في العالم العربي والخليجي) على مواقع التواصل الاجتماعي. من هذا المنطلق، فنقل مكاتبها من بيروت سيعرّض الوسيلة الاعلامية الاسبوعية لخطر، بخاصة أن غالبية المواد الاعلامية يتمّ طبخها في بيروت، وتنشر لاحقاً في «لها» بوسائلها المتعدّدة.