بالرغم من إعلان القوى الإقليمية «انتصارها على تنظيم داعش، والقضاء عليه عسكرياً» في سوريا والعراق، أرجأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إعلان «الانتصار النهائي» حتى «دحر فلوله في الصحراء»، مؤكّداً في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن قواته قضت على «داعش عسكرياً»، إلا أنه في «خلال المرحلة القصيرة المقبلة ستجري عمليات التطهير النهائي في صحراء غرب الأنبار... وبعدها سنعلن هزيمة داعش نهائياً في العراق».
وقال العبادي في كلمته، التي أعقبت الجلسة الأسبوعية لحكومته، إن «الخلافات السياسية يمكن أن تمهّد الطريق أمام الجماعة المتشددة لشنّ الهجمات»، في إشارةٍ منه إلى الأزمة القائمة بين الحكومة الاتحادية وأربيل، مشيداً بـ«قرار المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية في البلاد)، الذي قضى بأن استفتاء الانفصال غير دستوري»، محذّراً في الوقت عينه الأكراد من اللجوء إلى العنف.
وتطرّق في كلمته إلى قرار «الكونغرس» الأميركي بإدراج «حركة النجباء» على قوائم «الإرهاب»، مشدّداً على أن بغداد «لن تسمح بتجريم كل من قاتل تنظيم داعش الإجرامي».
وتناول العبادي أيضاً معالم المرحلة المقبلة، التي ستسبق إجراء الانتخابات النيابية في أيّار المقبل، عازماً على «شن حرب على الفاسدين... إذ سنتعامل مع الفاسدين كتعاملنا مع داعش، وأمام السارقين خيارين: إمّا أن يسلّموا أموالهم، أو يخسروا الأموال ويقبعوا بالسجن، ولن يشعروا بالأمن». ودعا «الناشطين والمواطنين إلى التعاون في كشف الفاسدين»، متوعّداً إيّاهم بـ«المفاجآت».
وفيما تعوّل القوى العراقية على الانتخابات المقبلة، لإعادة رسم ملامح المشهد، وتحديد بغداد وجهتها السياسية النهائية، تبدي معظم القوى العراقية تمسّكها بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرّر، إذ أكّد القيادي في ائتلاف «دولة القانون» عباس البياتي، أن «مطالبة البعض بتأجيل الانتخابات هو لخشيتهم خسارة مواقعهم، وهم لا يمتلكون مبرراً قانونياً أو سياسياً للتأجيل»، واصفاً الوضع الحالي بـ«الجيد لإجراء الانتخابات، خصوصاً في ظل الانتصارات الكبيرة على تنظيم داعش». أما «تحالف القوى» (ائتلاف برلماني يضم الكتل السنية)، فيرى أن «تهيئة الأجواء والظروف المناسبة لعودة جميع النازحين دون استثناء إلى مدنهم المحررة ضرورةً قبل إجراء العملية الانتخابية، وتوفير الدعم الإنساني والخدمي لهم»، معتبراً أن «خلاف ذلك، فلا إمكانية لإجراء انتخابات حرّة ونزيهة، ينتج منها تمثيل حقيقي لأبناء المناطق المحررة».
إذاً، الانتخابات المقبلة ــ مترنحة الإجراء، ستنتج طاقماً برلمانياً يحدّد شكل الحكومة المقبلة، في ظل حديثٍ مصادر عدّة عن «تمديد» العبادي لولاية ثانية، وسط دعم صريحٍ ومباشر للمرّة الأولى من زعيم «التيّار الصدري» مقتدى الصدر، الذي أيّد في مقابلةٍ تلفزيونية أمس، ترشيح العبادي لـ«فترة ثانية بعدما نجح في حسم الكثير من الأزمات التي خلّفها سلفه نوري المالكي»، معتبراً أن «الإنجازات التي حققها تجعل منه قادراً على إدارة المرحلة القادمة في العراق». وتوقّع الصدر أن يعلن العبادي استقالته من «حزب الدعوة»، قائلاً: «أتمنى عليه أن يكون مستقلاً... وأتوقّع خلال الأيام القليلة أن يعلن استقلاليته»، مجدّداً دعوته إلى «وجوب إكمال ما سار عليه في هذه السنوات الأربع الماضية».
وتحمل تصريحات الصدر «إشاراتٍ جديّة»، وفق عددٍ من المتابعين، لإمكانية تحالفه مع العبادي في السباق الانتخابي، إذ يتبنى الطرفان موقفاً مشابهاً لمستقبل «الحشد الشعبي»، وإقصاءً للمالكي. وحذّر الصدر من «إعادة نفس الوجوه الحالية إلى الحكم في الانتخابات المقبلة»، لأنها «ستنهي العراق»، لكنه استثنى العبادي في كلامه.
وعلى خطّ أزمة بغداد ــ أربيل، أعلن رئيس حكومة «إقليم كردستان» نيجيرفان البرزاني، أمس، أن «وفداً حكومياً يضم جميع الأحزاب والمكوّنات الكردستانية سيزور بغداد في وقت قريب»، مشيراً إلى أن «الاجتماعات التي نجريها مع الأحزاب جاءت لبحث التطورات السياسية الراهنة في إقليم كوردستان»، إذ يجري البرزاني ونائبه قوباد طالباني مفاوضات مع الأطراف السياسية الكردية الأخرى حول آلية تشكيل حكومة انتقالية في كردستان.
(الأخبار)




انفجار في طوز خورماتو: 24 قتيلاً و85 جريحاً

قُتل 24 شخصاً على الأقل، وأصيب العشرات بجروحٍ، أمس، في انفجار سيارةٍ مفخّخةٍ يقودها انتحاري، استهدفت سوقاً مزدحماً وسط قضاء طوز خورماتو (160 كيلومتراً شمالي بغداد). ونقلت وكالة «فرانس برس»، عن أحد ضبّاط الشرطة المحلية قوله إن «مركبة من طراز كيا يقودها انتحاري، انفجرت وسط سوق شعبي لبيع الخضار والفاكهة»، في حيّ الجمهورية في مدينة طوز خورماتو، في وقتٍ أكّد فيه قائمقام القضاء عادل شكّور البياتي «مقتل 24 شخصاً، وإصابة 85 آخرين بجروح جرّاء الهجوم».
بدوره، أعلن رئيس «اللجنة الأمنية في مجلس صلاح الدين» بدر مهدي تقي، «فرض حظرٍ للتجوال في قضاء طوز خورماتو شرقي المحافظة، حتى إشعارٍ آخر»، لافتاً إلى أن «التفجير أوقع عشرات الشهداء والجرحى وسط سوقٍ شعبي، يضمّ مواطنين فقراء وكسبة، من التركمان، والعرب، والشيعة والسنّة».
أما «الحشد الشعبي»، فأكّد أن الأوضاع في القضاء مسيطرٌ عليها بشكلٍ كامل، مشدّداً في بيانٍ للمتحدث باسم محور الشمال علي الحسيني، أن «تنظيم داعش يقف وراء التفجير الإرهابي»، متوعداً بـ«ردّ حاسم وقاصم ضد جيوب داعش وأوكاره، في عموم شرقي صلاح الدين، وذلك لمنع وقوع هجمات إرهابية جديدة تستهدف المدينة».
(الأخبار)




العثور على مقبرةٍ جماعية غربي الموصل

عثرت القوات العراقية، أمس، على مقبرة جماعية تضمّ رفات عشرات الضحايا المدنيين الذين قضوا على يد تنظيم «داعش»، غربي مدينة الموصل. ونقلت وكالة «الأناضول» عن النقيب في الجيش العراقي جمال عبود الداؤودي، قوله إن «فرق البحث الجنائي، خلال عملياتها المستمرة في قضاء سنجار، غربي الموصل، عثرت صباح اليوم (أمس) على مقبرة جماعية تضم رفات 73 شخصاً، في منطقه رمبوسي جنوبي القضاء»، مضيفاً أن «الفرق استطاعت انتشال الجثث، والعمل على إجراء الفحوصات الأوليّة عليها».
وضمّت المقبرة رفات 6 أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 أعوام، و23 امرأة مسنّة، و13 رجلاً مسنّاً، في وقتٍ لم تتمكّن الفرق من معرفة أعمار رفات الرجال الباقين.
وتابع الداؤودي قائلاً: «عُثر على أوراق ثبوتية بصحبة بعض الجثث، وهي أوراق تدل على أن المقتولين إيزيديين، تخلّص منهم التنظيم خلال فترة سيطرته على قضاء سنجار بعد اجتياحه نهاية آب 2014»، إذ تنقل المصادر الأهلية في سنجار أن القوات العراقية، عثرت حتى أمس، على أكثر من 30 مقبرة جماعية في القضاء.
(الأخبار)