يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة لليونان هي الأولى لرئيس تركي منذ 65 عاماً، في الأيام المقبلة، وفق نائب رئيس الوزراء، حقان تشاوش أوغلو. وقال تشاوش أوغلو، أمس، إن «رئيسنا سيكون أول رئيس تركي يزور اليونان خلال 65 عاماً. أعتقد أن نتائج إيجابية ستنجم عن هذه الزيارة»، موضحاً أن موعدها لم يعرف بعد، لكنه سيتحدد «في الأيام المقبلة». وتطرق أيضاً إلى اجتماع لمجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى في شباط في تسالونيكي في شمال اليونان، لمناقشة عدد كبير من المشاريع، بينها قطار سريع بين إسطنبول وتسالونيكي.
وزار أردوغان أثينا مراراً عندما كان رئيساً للوزراء بين عامي 2003 و2014، إلا أن لزيارته المرتقبة أهمية أكبر، خصوصاً أنها تأتي في سياق استمرارية لقاءات أخرى رفيعة المستوى بين البلدين في الأشهر الأخيرة. والتقى رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، في حزيران الماضي، نظيره اليوناني أليكسيس تسيبراس، في أثينا. كذلك، قام وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتسياس بزيارة أواخر تشرين الأول لتركيا التقى خلالها أردوغان. وقد حاولت كل من تركيا واليونان، اللتين تتّسم علاقتهما بالتوتر تاريخياً، تطوير هذه العلاقة منذ نهاية التسعينيات، لكن الجراح القديمة، ولا سيما تلك المتصلة بتقسيم بحر إيجه، استفاقت عندما رفض القضاء اليوناني أواخر كانون الثاني طلب تسليم ثمانية عسكريين أتراك، تتّهمهم أنقرة بالمشاركة في الانقلاب الفاشل في تموز 2016.
إقليمياً، تشكّل العلاقات بين تركيا واليونان رهاناً كبيراً، لأن البلدين يتصدران أزمة الهجرة التي تواجهها أوروبا، ويشاركان في المفاوضات الرامية إلى إعادة توحيد قبرص المقسّمة منذ عام 1974. وعلى صعيد الهجرة، نجح البلدان في التعاون منذ عقد الاتفاق حول الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة في آذار 2016، ما أدى الى تراجع تدفق الهجرة الكبير الذي سجل عام 2015 نحو أوروبا.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)