طرح «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» في ألمانيا شروطاً للموافقة على بدء المفاوضات بهدف الانضمام إلى حكومة تترأسها المستشارة أنجيلا ميركل، وذلك بعدما فشلت المفاوضات السابقة مع الليبراليين والخضر في الوصول إلى نتيجة، وتزامناً مع إعلان حليف ميركل في «الاتحاد المسيحي الاجتماعي» عن تفضيله إحياء الائتلاف مع الاشتراكيين.وأعلن زعيم «الاتحاد المسيحي الاجتماعي»، هورست سيهوفر، حليف «الاتحاد المسيحي الديموقراطي»، أمس، أن إحياء الائتلاف بين المحافظين والاشتراكيين الديموقراطيين يشكّل «الخيار الأفضل لألمانيا». وقال لصحيفة «بيلد أم تسونتاغ» إن «ائتلافاً بين المحافظين والاشتراكيين الديموقراطيين هو الخيار الأفضل لألمانيا، أفضل في كل الأحوال من انتخابات جديدة أو حكومة أقلية».

بدورهم، دعا الاشتراكيون الديموقراطيون، أمس، ميركل إلى «بناء الثقة» قبل البدء بأي محادثات محتملة، عارضين بعض مطالبهم وشروطهم، وفق ما أعلنت وسائل الإعلام الألمانية. ويدرس «الاشتراكي الديموقراطي» العودة إلى دوره كشريك في الحكومة مع المحافظين، أو قد يقوم بدعم حكومة أقلية ومنحها الثقة.

يؤيد الرأي العام عودة ائتلاف كبير بين الاشتراكيين والمحافظين

وبحديثه لصحيفة «ويلت أم زونتانغ»، قال أحد المسؤولين في «الاشتراكي الديموقراطي»، إلكي فيرنر، إن حزبه يدعو المحافظين إلى إعادة النظر ببعض السياسات الاجتماعية والضريبية، وخصوصاً، في ما يختلف الطرفان أيضاً على أعداد اللاجئين الذين يجب استقبالهم. في المقابل، صرح سيهوفر لصحيفة «بيلد» بأنه ينصح «الحزب الاشتراكي الديموقراطي بألا يباشر المفاوضات مع المحافظين بمطالب مبالغ فيها، بل أن يبقى واقعياً».
يأتي ذلك بعدما أكدت ميركل، أول من أمس، عزمها على تشكيل حكومة «في أسرع وقت» لتجنب انتخابات مبكرة، مبدية استعدادها لتسوية مع «الحزب الاشتراكي الديموقراطي». وعرضت إجراء مفاوضات مع الاشتراكيين الديموقراطيين «على أساس الاحترام المتبادل» وضرورة التوصل إلى «تسوية». من جهة ثانية، يلتقي الرئيس الألماني الاشتراكي الديموقراطي، فرانك - فالتر شتاينماير، الخميس المقبل، ميركل مع سيهوفر وزعيم «الاشتراكي الديموقراطي»، مارتن شولتز.
ويبدو أن الرأي العام يؤيد عودة ائتلاف كبير بين الاشتراكيين والمحافظين، إذ أشار استطلاع في صحيفة «بيلد»، أمس، إلى أن 52 في المئة من الألمان يؤيدون ائتلافاً آخر كبيراً بين ميركل والاشتراكيين الديموقراطيين. بدوره، توقع رئيس «الحزب الليبرالي الديموقراطي»، كريستيان ليندنر، الذي قاطع المفاوضات الأحد الماضي، أن يبقى الحزب الاشتراكي الديموقراطي في الحكم.
ويبدو اليمين المتطرف أكثر المرتاحين بالفوضى السياسية الحاصلة في البلاد، إذ تباهى نائب رئيس حزب «البديل لألمانيا»، ألكسندر غولاند البالغ 76 عاماً بكون «ميركل في ورطة، وذلك بفضلنا بشكل جزئي». وقبل أسبوع من انعقاد مؤتمر حزبه في 2 و3 كانون الأول، قال غولاند إن زمن ميركل «انتهى، ونريدها أن تغادر الساحة السياسية»، وذلك في مقابلة مع وكالة «فرانس برس».
وتحت عنوان «ميركل يجب أن ترحل»، تمكّن «البديل لألمانيا» من الاستفادة أكثر من أي حزب آخر من الانتخابات التشريعية التي أجريت في أيلول، حاصداً 12.6 في المئة من الأصوات و92 مقعداً في مجلس النواب في سابقة هي الأولى منذ 1945.
وبالنسبة إلى إجراء انتخابات مبكرة، وهو أحد الخيارات التي كانت مطروحة قبيل فشل المفاوضات الأخيرة، يبدي غولاند ثقة بأن «البديل لألمانيا» سيحقق نتائج أفضل، فيما يشكل هذا الخيار خطراً حقيقياً على حياة ميركل السياسية، وفق الاستطلاعات.
(الأخبار، أ ف ب)