عندما شعر الموسيقار السوري الراحل سهيل عرفة بإقتراب موعد سفره الأخير، كتب ولحّن أغنية لم تر الضوء، وتمنى لو يتمكّن من سماعها بصوت سوري عريق قبل أن يطبق جفنيه إلى الأبد. جرّب الاتصال بميادة الحناوي، لكنها كانت خارج البلاد،
لذا تواصل مع الإعلامية هيام حموي، وعصمان الحناوي شقيق المطربة السورية، وأسمعهما الأغنية مسجّلة بصوته على العود. فطلبت منه حموي أن يسجّل رسالة بصوته إلى ميادة. وهذا ما فعله «حارس الأغنية السورية» بجهد مضن، متناسياً آلامه، كي يتمكّن من الكلام باختصار ويقول «عزيزتي ميادة أتمنى أن تعجبك هذه الأغنية، كما آمل أن أسمعها بصوتك لتكون المحطة الأخيرة قبل الرحيل». بينما كانت تحط طائرة صاحبة «أنا بعشقك» على أرض دمشق، كان سهيل عرفة قد غادر! اليوم تحرص ابنته النجمة أمل عرفة على المضي في خطّه الفني الرصين، وإن كانت تهمل الغناء رغم امتلاكها مقدرات صوتية مهمة وموهبة خاصة لصالح التمثيل. إلا أنها باتت تعوّض عن حنينها لوالدها بالعمل على مشاريعه التي لم تكتمل. فقد دخلت نجمة «خان الحرير» الاستديو قبل أيّام، لتسجّل أغنية «عليك السلام يا أرض السلام» وهي آخر لحن لسهيل عرفة توزيع أسعد خوري. كتبت على صفحتها على الفايسبوك: «سجّلت الأغنية، ولأول مرّة لم تكن حاضراً في الكونترول، لتعطني توجيهاتك لكنك كنت حاضراً معي كما كل وقت... الأغنية ستكون في متناول الجمهور قريباً».