لم تكن إقالة ميلان للمدرب فينتشنزو مونتيلا، مفاجأة لعشاقه بقدر ما كان اسم خليفته مفاجئاً، اذ من دون مقدمات اختار "الروسونيري" لاعبه السابق جينارو غاتوزو مدرباً للفريق الأول. المفاجأة بالنسبة إلى البعض تكمن في أن الفريق كان يمكنه الاستفادة من بعض المدربين المتوفرين حالياً في السوق، أمثال كارلو انشيلوتي، الألماني توماس توخيل، والإسباني لويس أنريكه.
إلا أن ميلان أراد خوض تجربة جديدة وتحدٍّ جديد مع مدرب لا يملك في سجله التدريبي إلا 5 سنوات من العمل مع سيون السويسري، وكريت اليوناني المغمور وباليرمو الإيطالي وبيسا من الدرجة الثالثة الإيطالية، وأخيراً فريق شباب ميلان. تجربة لم تكن على قدرٍ كافٍ من النجاح.
وبالنظر إلى السيرة الذاتية لغاتوزو (39 عاماً) يصبح السؤال عن الأسباب التي دفعت إدارة ميلان إلى تعيينه، وخصوصاً أن الفريق في مرحلة جديدة بعد نفضه في الصيف. بالنسبة الى ميلان، هو يبحث عن روح غاتوزو الذي يتميز بالشخصية القوية، والروح القيادية، وبث روح الفوز والتحدي، وهذا ما كان عليه أيام كان لاعباً.
كل هذه الكلمات تتناقض مع حقبة مونتيلا الذي كان ينقصه فرض شخصيته على الفرق المنافسة. وفي هذا الإطار قارن المدير الرياضي للنادي ماسيمليانو ميرابيلي، غاتوزو بسلفه، قائلاً: "نحن نعتقد بأنه سيؤثر في اللاعبين، كما أن عقلية الانتصار موجودة لديه، وهذا أمر مهم للغاية". وأضاف: "غاتوزو يملك نقطة قوة، وهي رغبته في العمل الجاد، ونحن سنراقب قدرته على نقل هذه الأشياء المهمة للاعبين".
المعروف عن غاتوزو أنه يلجأ في الحصص التدريبية للفرق التي دربها سابقاً إلى العمل الشاق الذي يفرضه على اللاعبين وذلك لتحميسهم ورفع لياقتهم البدنية.
قائد ولاعب وسط ميلان السابق ماسيمو أمبروسيني الذي لعب إلى جانب غاتوزو، اعتبر أن النادي قام بقرارٍ شجاع باختيار غاتوزو لأن "الكاريزما والشخصية قد تؤثران أكثر من الخبرة في بعض الأحيان".
أمبروسيني أقرّ بأن غاتوزو لا يمتلك خبرة كبيرة على مقاعد البدلاء، إلا أنه يعول على الكيمياء التي يمكنه أن يضعها في غرفة خلع الملابس لكي تساعده في قيادة الفريق.
وخلال تقديمه في المؤتمر الصحافي الأول له، بدا غاتوزو على غير الصورة المعروفة عنه كلاعب مقاتل وشرس، بدا هادئاً جداً وأعطى انطباعات جيدة عن أنه قادم لإحداث نقلة ما في الفريق.
رسائل عدة وجهها في مؤتمره الأول، أولاها عدم الخوف من الفشل إذا كان ميلان يريد العودة إلى البطولات، ثانيتها وهي الأهم أن الفريق بحاجة إلى روح المعركة، اذ قال إنه سيعتبر مباراته الأولى أمام بنيفنتو مثل مباريات كأس العالم، للدلالة على التحدي الذي سيعيشه.
لم يغفل غاتوزو الحديث عن رؤيته للشكل الذي سيلعب به ميلان تحت قيادته، ملخصاً إياها بـ 5 جوانب، وهي اللياقة البدنية التي سيعمل على رفع مستواها عند اللاعبين، العمل الجماعي فالأولوية للفريق لا للموهبة الفردية، اللعب المباشر أي البحث عن مساحات عند الفريق الخصم لاستغلالها أكثر من الاهتمام بالاستحواذ على الكرة، الانضباط بشكل عام، إذ إنه لا يفضل الحرية المطلقة للاعبين في الملعب. أضف أنه كشف عن الشكل التكتيكي الذي سيلعب به وهو 3 لاعبين في الدفاع، مذكراً بأن الفرق التي دربها كانت جيدة جداً في الجوانب الدفاعية.
في جوابه عن الخوف من المغامرة الجديدة التي يخوضها، قال غاتوزو: "أريد أن أكمل مسيرتي هنا. هناك خوف من أنني ربما أحرق نفسي بهذه التجربة، لكنني لا أخاف وسأبذل قصارى جهدي".