في أواخر تشرين الثاني الفائت توقع ذكاء السرب الاصطناعي الذي طورته شركة Unanimous AI أنّ الفائز بلقب «شخصية العام» الذي ستمنحه مجلة تايم الأميركية لعام 2017، هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واضعاً إياه على رأس لائحة مؤلفة من 5 أشخاص توقع الذكاء الاصطناعي أن يحصلوا على هذا اللقب. لكن في الأول من الشهر الجاري، قبل 5 أيام من إعلان مجلة تايم شخصية العام، وبتحديث مفاجئ استبعد الذكاء الاصطناعي بوتين من اللائحة ورفع حملة «me too»، التي كان قد وضعها في تنبؤه السابق في المرتبة الثالثة، إلى المرتبة الأولى. في 6 كانون الأول أعلنت تايم أن «كاسرات الصمت» هنّ الفائزات باللقب، وهنّ النساء اللواتي أطلقن حملة «me too» لفضح التحرش الجنسي الذي مررن به. هكذا وللسنة الثانية على التوالي ينجح ذكاء السرب الاصطناعي بتوقع شخصية العام بدقة 100%. يجمع ذكاء السرب الاصطناعي بين المدخلات البشرية في الوقت الحقيقي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لإنتاج «عقل جماعي ناشئ»، وهذا العقل أكثر ذكاءً من عقل بشري واحد أو خوارزميات البرمجيات وحدها.

تنطلق الشركة من مقولة مفادها أن عقلين أفضل من واحد، فكيف الحال في جمع آلاف العقول في الوقت الحقيقي من خلال الذكاء الاصطناعي، وتحديداً ربط معرفة مئات الناس وحكمتهم ورؤاهم وحدسهم في الوقت الحقيقي عبر خوارزميات لإنتاج ذكاء ناشئ، وهو ما تقوم به الشركة.
هذه التكنولوجيا صُمِّمَت بنحو مشابه لطريقة عمل الأسراب في الطبيعة، لتمكين مستخدمي الإنترنت من تضخيم ذكائهم الجماعي عبر التفكير معاً في نظم مغلقة. وقد أظهرت الدراسات أن ذكاء السرب يمكن أن يزيد بشكل ملحوظ من دقة التنبؤات وعمق رؤى الأنظمة، ما يتيح للأسراب التفوق على الخبراء. المنهجية التي يعتمدها الباحثون للوصول إلى التنبؤ تبدأ عند توصيل أفراد مختارين عشوائياً إلى منصة ذكاء السرب الاصطناعي. فتبدأ الخوارزميات في تحديد الشخص الأقل احتمالاً للفوز من قائمة تايم. وفي قائمة هذه السنة، لم يستغرق الأمر سوى بضع دقائق لتضييق القائمة إلى ثلاثة مرشحين: دونالد ترامب، فلاديمير بوتين وحملة «me too».