لا يختلف اثنان على أنّ ما يُقدَّم على lbci مساء الأحد ضمن الموسم الثاني من «take me out نقشت» (إنتاج فانيلا برودكشن) مبتذل في إطار الإثارة الرخيصة الهادفة إلى جذب أكبر كمية من المشاهدين. لكن رغم سيل الانتقادات الحادة التي ترافق البرنامج الذي يقدّمه فؤاد يمين منذ الموسم الماضي، لا يزال يحقق نسب مشاهدة عالية، متفوّقاً على «ديو المشاهير» الذي تعرضه mtv في الوقت نفسه!
صحيح أنّ النسخة الجديدة حاولت تفادي بعض الأخطاء السابقة عبر استقبال أشخاص من شرائح عمرية مختلفة، وتنويع الضيوف لجهة اللوكات والوضع الاجتماعي والمناطقي والطائفي، غير أنّ البداية جاءت غارقة في العنصرية والتنميط. قد يعتبر بعضهم أنّها «سقطة» يمكن تداركها، إلا أنّ الحلقات التي تلت الافتتاح أثبتت أنّ القائمين على البرنامج يتعمّدون الموضوع. هكذا، وفيما بلغت السوقية والسطحية في الكلام والأداء أدنى درجاتها، شاهدنا مشتركين يتحوّلون إلى «مسخرة» أمام الصبايا اللواتي يُنرن ويطفئن الأضواء، في الوقت الذي بدا فيه كأنّ المقصود من استقبال شباب من مناطق محدّدة (الشمال وبعلبك مثلاً) ليس التعدّدية، وإنّما الضرب على أوتار معيّنة تخدم اللعبة التلفزيونية. في هذا السياق، نذكر جمال الرجل اللطيف المتقدّم في السن، الذي أتى من بعلبك إلى أدما لإيجاد فتاة «مناسبة». لم يسلم المتسابق المولع بالأفلام الهندية من سهام الصبايا وفؤاد، ليُوضع في موقف لا يُحسد عليه. وكذلك الأمر بالنسبة إلى محمد (الصورة) ابن قرية عيون السمك العكارية، الذي يعمل في تربية الدواجن. استغل البرنامج بساطته وخفّة ظلّه للسخرية منه، علّه يستطيع إضحاك أكبر قدر من الجمهور، كما حدث حين سرد نكتة «الكيس» تلبية لطلب فؤاد.
وفي الحلقة الماضية، كنّا أمام نموذج مختلف و«إكزوتيك». شاب وسيم من بعلبك يسكن في بيروت يُدعى «خضر»، يرغب في أن «تنقش» بينه وبين صبيّة جميلة لإجراء «عقد متعة». وأمام دهشة بعض المتسابقات واستفسارات يمين، تولّت المشتركة «ألفت» جزءاً من الشرح لمن يجهلون هذا النوع من الزواج المؤقت الخاص بالطائفة الشيعية، والذي يستهوي الشاب الذي وصف نفسه بأنّه «جريء بحب الصبايا الجريئين». هذا طبعاً إلى جانب موجات الأخذ والرد بين الصبايا والشباب حول أفكار رجعية كـ «شرف البنت وصيتها». ولكي تكتمل أدوات لعبة الـ «رايتينغ»، صار «take me out نقشت» يكشف لنا جانباً مختلفاً عن المشتركات عن طريق سرد تجارب قاسية عاشوها سابقاً، لإخراج لحظات عاطفية وحميمية، إضافة إلى الإدلاء بآرائهن حول مواضيع على شاكلة العجز الجنسي، والطلاق، والجنس قبل الزواج، والخيانة... وفي سبيل اللعبة نفسها، يُلاحظ أن وتيرة استضافة أسماء معروفة زادت كذلك، مثل لاعب كرة السلّة ميغيل مارتينيز، والكوميديان غابي حويك.

*«take me out نقشت»: الأحد ــ 21:30 على lbci وldc

■ https://www.facebook.com/TakeMeOutLBCI/videos/520180961678702/
■ https://www.facebook.com/TakeMeOutLBCI/videos/516719788691486/