كما كان متوقعاً للسينما في السعودية منذ بدء التفكير بالقصة، أعلن الممثل السعودي عبد الإله السناني عن اسم أول فيلم تم اختياره ليُعرض في المملكة، بعد منح التراخيص اللازمة لبناء صالات سينمائية. إذ سيكون عن زيارة الملك فيصل لبريطانيا في عام 1919. لا بأس! لا جديد يكتب على رمال الصحراء هناك.
لذا دعونا نستطلع آخر أخبار «هيئة الترفيه» المؤسسة الحديثة التي تحقق كل يوم إنجازات واضحة، آخرها تنظيم حفل جماهيري للشاب خالد (الصورة) قدّم فيه بحسب الخبر المتداول على المواقع الإلكترونية، باقة متنوعة من أشهر أغانيه، وتفاعل معه الجمهور، وخاصة مع أغاني «سي لا في» «عبدالقادر» «عايشة». ثم قدم للمرة الاولى أغنية «عاش سلمان» التي أهداها للشعب السعودي، (وليس طمعاً بعطايا جلالة الملك وولي عهده! ما عاذ الله). وأخيراً قدّم أغنيته «واحدة بواحدة». الملفت بأن اللازمة التقليدية لكل من يزور السعودية مرّت أيضاً كما هو معتاد ضمن متن الخبر الذي يتحفنا: «بحرص الشاب خالد على أداء مناسك العمرة»! والسؤال المحيّر: ماذا تفيد معلومة أنه أدى مناسك العمرة عموم الجماهير العريضة للشاب خالد، على رأسهم النجمة نسرين طافش التي صرحت أخيراً بأنه عرّابها بالغناء وقد لقّبها «ملكة الرومانسية»! وكيف لنا أن نحشر أنفسنا في علاقة انسان مع ربّه؟! ثم ألا يعتبر التصريح عن العبادة نوعاً من المباهاة التي حرّمها الإسلام؟ وما دخل الغناء بالعمرة، لدرجة أننا كلما استدعت «هيئة الترفيه» مغنياً على عجل، نقرأ في اليوم التالي تفاصيل أدائه مناسك العمرة قبل الصعود على المسرح! لا يمكن لعاقل أن يتخيّل مثلاً بأن الهيئة تضع شرط إشهار الإسلام والطهارة الدينية، في بنود عقد أي حفلة سعودية، وقبل الصعود على مسارح الأراضي المقدسّة! وما الضير! المملكة ليست كغيرها من الممالك، ومسارحها كذلك. هي الوحيدة في العالم التي تقيم حفلات «حرملك» وأخرى «سلملك» والهيئة ستبقى حاضرة دوماً، بمنتهى الديمقراطية ورغماً عن أنف الجميع، سواء كانت على شكل المغفور لها «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» أو على صورة «هيئة الترفيه» آخر ابتكارات وليّ العهد!
ئ