ثلاث جوائز حصل عليها عرض «ستاتيكو» السوري في «مهرجان أيام قرطاج المسرحية» بدورته التاسعة عشر، وهي جائزة أفضل نص لشادي دويعر، وأفضل ممثلة لنوار يوسف (الصورة)، وأفضل ممثل لسامر عمران.
العمل الذي أخرجه جمال شقير وشارك في تمثيله محمد حمادة وعازف الإيقاع سيمون مريش، تأسَّس على ما يُمكن تسميته «مسرحة الموت»، مع التعويل على النزعة الوجودية التشاؤمية التي تضمنها النص وتُصوِّر الحياة على أنها حرب مستمرة، ومرتع للفساد الروحي والأخلاقي والاجتماعي، الخلاص منها لا يتم إلا بمواجهات مستمرة مع الذّات أولاً، ثم مع الواقع ثانياً.
تلك المواجهات خاض صُنَّاع العمل جزءاً منها لتأمين تكاليف السفر إلى هذا المهرجان. فوزارة الثقافة السورية لم تقم بواجباتها، بحسب المشاركين في العمل. لذا اضطر المخرج شقير وبقية فريق المسرحية للاعتماد على إدارة مهرجان قرطاج بتوفير أربع تذاكر طائرة بينما تكفل مصمم الإضاءة ومدير «مسرح الحمراء» أدهم سفر بدفع ثمن التذكرة الخاصة به، وسدد المسرحي السوري عجاج سليم ثمن واحدة أخرى لمدير المنصة هيثم مهاوش. كأن وزارة الثقافة السورية عاجزة عن توفير ذلك، مع العلم أن كثيرين باتوا يعلمون أن المشاركة في مهرجانات سينمائية لا تستدعي في كثير من الأحيان سفر أكثر من مخرجي الأفلام، يُصرَف لها الكثير من الميزانيات المتعلقة بحجوزات السفر والفنادق وما إلى هناك، والأنكى سَفَر العديد ممن ليس لهم علاقة بالسينما إلا بكونهم موظفين ضمن المؤسسة العامة، وكأن المشاركة في تلك المهرجانات هي لترفيه الموظفين والترويح عن أنفسهم، لكن يبدو أن الوزارة مُصرَّة على أن تُعامِل مُبدعي المسرح السوري بفوقية كأنهم «أولاد البطة السوداء».