اجترح أساتذة الغناء في حلب أساليب طربية عرفت ضمن ألوان الغناء العربي مثل: القدود والموشحات الحلبية، والموال، والطقطوقة.
هذه الأخيرة تطوّرت بعد ذلك على يد سيد درويش، وأحمد صبري، ومحمد القصبجي، ورياض السنباطي، وداود حسني، وزكريا أحمد، لكنّ الشيخ الحلبي عمر البطش (1885-1950) ظلّ يعتبر أهم مَن لحن الموشحات. كان من منشدي «الزوايا الهلالية» في حلب، وأسهم في تطوير الموشحات الحلبية، وتتلمذ على يده مشاهير المطربين والملحنين والموسيقيين أمثال صبري مدلل، وعبد القادر حسّان، وبهجت حسان، وصبري الحريري، ومحمد خيري جليلاتي، وعبد الرحمن عطية وصباح فخري. ذلك التاريخ العامر جعل من المدينة العريقة بمثابة معهد موسيقي مفتوح، خرّج العشرات من المغنين تباعاً، من بينهم شباب جابهتهم الحرب، فأفقدتهم فرصة بناء مجد فني في بلادهم، أو إحياء ليالي حلب التي استُبدل الطرب فيها بالبارود ثم بالخراب الذي خلّفه الإرهاب! مع ذلك، لا تزال «مدينة أبي فراس الحمداني» تشّع على العالم العربي من بوابة الطرب بعد الأسماء الشبابية اللامعة مثل مصطفى هلال، وحازم شريف، ومحمد خيري (مطرب شاب حمل نفس اسم المطرب الحلبي القدير)، وإبراهيم فارس، ولؤي نصر، وياسر بطل، وإيهاب ياغي وآخرون. هم أبناء «عاصمة الشمال السوري» الذين عبروا تباعاً إلى بيروت، وها هو «ذا فويس كيدز 2» يتحف مشاهديه بمجموعة من الأطفال السوريين المتميزين الذين لمعوا في الحلقة الثالثة من البرنامج، مثل زياد أمونة الذي أدّى ببراعة أغنية محمد عبد الوهاب «يا وردة الحب الصافي» والطفل زين عمّار الذي أدى «أنا لحبيبي». لكن أبرز المواهب السورية في الموسم الحالي من البرنامج هو الطفل الحلبي يمان قصار (الصورة) الذي قدّمته mbc كعادتها معتمدة على المعاناة التي تحوّط بالمنطقة، لتستقطب تعاطف مشاهديها! في دقائق قليلة، عرّف قصار على قصّته التي بدأها من تحت رماد الحرب في حلب، ودروس الموسيقى التي كان يتحدّى بها نيران القذائف. ثم تركت الفرصة للطفل المذهل بأن يقتحم المسرح بربطة عنق رسمية ولكنة تقترب من «بافاروتي حلب» صباح فخري، وهو يؤدي له موال «جاءت معذبتي» ويكسب استدارة المدربين الثلاثة منذ الثواني الأولى، قبل أن يختار كاظم الساهر ليكمل معه.