وضع وزير الخارجية الألماني والرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي، سيغمار غابرييل، شرطين لتشكيل ائتلاف حاكم جديد مع حزب «الاتحاد المسيحي» بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل (أكبر كتلة سياسية)، يتعلقان بقبول مقترحات إصلاح الاتحاد الأوروبي، وإصلاح مظلة الرعاية الصحية. وقال غابرييل الذي ما زال يملك دوراً مؤثراً في أروقة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) إن «حزبه لم يقرر بعد جدوى المضي للنهاية في مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم جديد». ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية عن غابرييل أمس، أنه «إذا استمر ديوان المستشارية (يتولاه بيتر التماير المنحدر من «اتحاد» ميركل) في رفض كافة مقترحات إصلاح الاتحاد الأوروبي، لن يكون هناك ائتلاف حاكم جديد.
وأضاف :«كما أنه لن يكون منطقياً بالنسبة إلى الاشتراكيين الديمقراطيين الدخول في ائتلاف حاكم جديد إذا أصر الاتحاد المسيحي على أن يكون وضع المواطنين الخاضعين للتأمين الصحي الحكومي أسوأ من المواطنين الخاضعين لتأمين صحي توفره شركات خاصة»، لافتاً إلى أن «الاتحاد المسيحي لم يعلن حتى الآن أسباب رغبته في حكم البلاد... الحكومة يجب أن تعمل لمصلحة ألمانيا، لا لمصلحة حزب». واستطرد غابرييل الذي تنازل طواعية عن قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في كانون الثاني الماضي لمصلحة الرئيس الحالي مارتن شولتز، قائلاً: «يجب أن يعلن الاتحاد المسيحي ما يريده فعلاً من أجل مصلحة ألمانيا».

ستبدأ المحادثات
بين «الاتحاد المسيحي» و«الاشتراكيين»
بعد أسبوعين

ويرغب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في تحسين مظلة الرعاية الصحية الحكومية لتضاهي برامج الرعاية الصحية التي توفرها شركات خاصة، وهو ما يعني مزيد من الإنفاق الحكومي؛ الأمر الذي يرفضه «الاتحاد المسيحي». كذلك يؤيد الحزب برنامجاً طموحاً لإصلاح الاتحاد الأوروبي يبدأ بتعيين وزير مالية موحّد للاتحاد، ومزيد من التنسيق على مستوى سياسات الدفاع والخارجية، وصولاً إلى تشكيل ما يطلق عليه الحزب الولايات المتحدة الأوروبية، لكن «اتحاد» ميركل يرفض أيضاً هذا البرنامج، ويصر فقط على تحقيق مزيد من التعاون بين دول الاتحاد في كافة المجالات خلال السنوات المقبلة، وفق «بيلد».
من جهة ثانية، أكد غابرييل أن مفاوضات ائتلاف «جامايكا» (المحادثات التي جرت بين التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر لتشكيل ائتلاف حاكم) فشلت «لعجز التحالف المسيحي عن تبرير رغبته في الحكم، لأن التحالف المسيحي لم يعلن برنامجه».
من جانبه، حذر نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رالف شتغنر، اتحاد ميركل من «عرض العضلات»، وذلك قبل نحو أسبوعين من بدء مباحثات تمهيدية بينهما بشأن إمكانية تشكيل ائتلاف حاكم بينهما. ونقلت صحيفة «فيلت» الألمانية عن شتغنر قوله: «عندما ينصح ساسة من الحزب المسيحي الديمقراطي علناً الحزب الاشتراكي الديمقراطي حالياً مثلما فعلت يوليا كلوكنر ويرغبون في وضعه تحت ضغط، فإن ذلك يضر بالمباحثات التمهيدية بالفعل قبل بدأها».
يُذكر أن نائبة رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، يوليا كلوكنر كانت قد صرحت لـ«وكالة الأنباء الألمانية» بأن «نتيجة الانتخابات الخاصة بنا تفوق نتيجة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بما يزيد على 12%... لا بد أن يتضح ذلك إذا تم تشكيل تحالف». وحذرت الاشتراكيين من «عرض مطالب واسعة النطاق بشكل مبالغ فيه».
(الأخبار، الأناضول)